إن أكبر ما أنتجته الأحداث الحاصلة الآن هو نشوء طرف قوي في المعادلة البحرينية ظن الكثيرون لسنوات مضت أنه غير موجود أو أنه غير معني أو أن موالاته وحبّه للنظام الحاكم والعائلة الخليفية الكريمة تجعله بعيداً عن أية تحركات ومطالبات سياسية تتعلق بحاضر البلاد ومستقبلها بالإضافة إلى أسباب عدة عملت في السابق على شتاته وتفرّقه وإضعافه قبل أن يستعيد عافيته ويملأ مكانه ويلملم صفوفه ويفاجأ الجميع بمقدار قوّته وتماسكه ، ورفضه التام والعارم لتهميشه أو تقزيمه . ويرغم تبعاً لصحوته الكبيرة الداخل والإن أكبر ما أنتجته الأحداث الحاصلة الآن هو نشوء طرف قوي في المعادلة البحرينية ظن الكثيرون لسنوات مضت أنه غير موجود أو أنه غير معني أو أن موالاته وحبّه للنظام الحاكم والعائلة الخليفية الكريمة تجعله بعيداً عن أية تحركات ومطالبات سياسية تتعلق بحاضر البلاد ومستقبلها بالإضافة إلى أسباب عدة عملت في السابق على شتاته وتفرّقه وإضعافه قبل أن يستعيد عافيته ويملأ مكانه ويلملم صفوفه ويفاجأ الجميع بمقدار قوّته وتماسكه ، ورفضه التام والعارم لتهميشه أو تقزيمه . ويرغم تبعاً لصحوته الكبيرة الداخل والخارج على ( فرملة ) التوقعات والتطلّعات ، والنظر إليه باعتباره رقماً لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوزه أو الاستهانة به والقفز عليه ، بل وأسقط الادعاءات السابقة المتعلقة بالكلام عن أقلية وأغلبية . ولا نريد – في الحقيقة – إزاء ما يجري على ساحة الاعتصامات والمسيرات أو في أروقة التواصل والحوار والحلول السياسية أن نستبق الأحداث ونتجاوز الزمان ؛ لكن لابد من أن تتضح الأمور وتُفرز المواقف بحيث لا يتم البناء لأجل طرف على حساب طرف آخر اعتماداً على سياسة الاستجابة للصوت العالي والحرص على إخماد سخونته وإسكات صراخه حتى لو كان بالمخالفة لإرادة الآخر الذي لاتقلّ حاجاته وطموحاته عن ذاك الذي – ربما – يجري السعي لاسترضائه هذه الأيام . وحتى نكون أكثر صراحة فإن للأزمة الحالية التي سيجتازها وطننا الغالي إن شاء الله ويخرج منها أقوى مما كان ، ثلاثة أطراف : الحكم والسنّة والشيعة ، وإن أي حلول سياسية أو إصلاحات أو تغييرات على شكل نظام الحكم ودستور البلاد وحكومته لابد وأن تكون بالتوافق بين جميع الأطراف . وليس من الصحيح أن يفرض طرف ما إرادته على الآخرين الذين يتشاركون معه في الحياة على هذه الأرض والعيش فيها ، ويجب كذلك ألاّ تحتوي على تنازلات تمسّ صاحب الصوت الخفيض . وهو ما عبّر عنه صراحة فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف المحمود قي لقائه بالبسيتين مساء الخميس الماضي بقوله : لا نقبل بأي حال من الأحوال اختزال الحوار بين طرفين أو تهميش تجمع الوحدة الوطنية . وبالتالي ، فإنه بات لزاماً على القائمين على مسك زمام المبادرة والأمور عند أهل السنّة والجماعة ، سواء في تجمع الوحدة الوطنية أو جمعياته السياسية أو الإسلامية أو مجموعاته الشبابية الجديدة ؛ ألا تقتصر أو تطغى مطالباتهم على تطوير النواحي الخدمية وتحسين الجوانب المعيشية ، هنا أو هناك ، فقط ، فهي على رغم أهميتها إلاّ أنها ليست موضوع الساعة ولاتُقارن مسألة تحقيقها أو عدم تحقيقها بالقضايا الكبرى المتعلقة بالنظام والحكومة والدستور والبرلمان . وذلك اعتماداً على أن المطالب الخدمية والمعيشية آنية ، وتتعلق باللحظات الحالية بينما التغييرات السياسية تخصّ قادم الأيام والسنين وينبغي أن نوليها من العناية الفائقة ما تستحقّه مسؤولية حماية الأجيال القادمة ومستقبلها. فلا ينشغل طرف بالمطالبات الخدمية ويستأثر الطرف الآخر بالمطالبات السياسية . فالمستقبل لايقلّ أهمية عن الحاضر . وفي الحقيقة نشكر تجمع الوحدة الوطنية على مبادرته التي نشرها اليوم في بيانه عن مرئياته للإصلاح والحوار وندعوه أن يتمسّك بها فالوطن لا يسع طرف دون آخر .