مرّة أخرى ، تفشل الجمعيات السبع في إقناعنا بأن ثورتها غير طائفية رغم كل المحاولات و( الرتوش ) التي قامت بها في السابق لصدّ هذه الصفة لكنها كانت تعجز دائماً عن نفي هذه التهمة إلى الدرجة التي جعلت عالماً فذّاً وبارزاً في مكانة فضيلة العلاّمة الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يخرج عن صمته ويعلن على الملأ يوم الجمعة الماضي أن الثورة في البحرين هي ثورة طائفية ، وأنها تختلف عما حدث في مصر وتونس وليبيا .
قرأت البيان الصادر عن هذه الجمعيات يوم أمس ، وأعدت قراءته أكثر من مرّة بحثاً عن أية إشارة أو ملاحظة ترفض أو تدين التدخّل الإيراني في الشأن البحريني ، فلم أجد ! رغم أن البيان احتوى رفض الجمعيات السبع لاستعانة البحرين بقوات درع الجزيرة الخليجية ، وهم يعرفون أن دخول هذه القوات ليس بحسب الاتفاقيات الأمنية والدفاعية المشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجي فحسب ، وليس بحسب أيضاً اتفاقية التعاون العسكري الموقعة بين قادة دول المجلس في قمة المنامة عام 2000م ، فحسب ، وإنما وفق ما تطلّبته حقوق ( الجيرة ) وعلاقات القربى والنسب والمصير المشترك بين شعوب هذه المنطقة وتداخلهم بحيث قال الكويتيون مساء أمس الأول في تجمعهم الحاشد في العاصمة الكويتية : ” لو نمشي على أقدامنا إلى البحرين فلن ندعها تقع في مستنقع إيران “
كان يُفترض على هذه الجمعيات على الأقل من ناحية مبدئية ، أو على سبيل المعاملة بالمثل أن ترفض التدخلات والتهديدات الإيرانية مادام أن بيانهم تطرّق لرفض الدعم الخليجي لولا أن البوصلة قد اختلّت ، ولولا أنهم يأبون إلاّ أن يظهروا ويؤكدوا ما يُقال عن طائفية حركتهم الاحتجاجية وصلتها بإيران .
كيف يطالبون بخروج قوات درع الجزيرة ولا يشيرون من قريب أو بعيد إلى التدخّل الفجّ والسافر لإيران ، خاصة بعدما أعلنت أمريكا ودول عربية وإسلامية وأوروبية تفهمها لأسباب ومبررات واتفاقيات استعانة البحرين بقوات درع الجزيرة ؟! وماهي الرسالة التي تريد هذه الجمعيات إيصالها من رفض الدعم من الانتماء والبعد الخليجي للبحرين بينما تغضّ الطرْف عن تدخّل البعد الآخر ، ولا تظهر أي استياء أو أي امتعاض من تدخله على هذا النحو !
سـانحة :
قال تعالى : ” وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذلّ من الرحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيرا “