نافذة الجمعة

كيف سقطت كابول وبغداد ؟!

يجب ألاّ نفرح كثيراً بالتصريحات الأمريكية المؤيدة لتحرّكات قيادتنا الرشيدة في البحرين ، ولا نذهب بعيداً في التفاؤل ببعض تصريحات تصدر من ساسة البيت الأبيض تتضمن تأييدها لاستعانة البحرين بقوات درع الجزيرة ورفضها للتدخلات الإيرانية أو ما إلى ذلك من بيانات وتصريحات – وأحياناً تناقضات – قد نكتشف مستقبلاً إنها في إطار المسرحية المستمرة لما يُسمى في العلن توتّر العلاقات الأمريكية الإيرانية بينما هي في غير العلن علاقات دافئة ومصالح مشتركة ومتبادلة نسأل المولى عز وجل أن يحفظنا مماّ يجري تدبيره حول اقتسام الكعكة الخليجية .

هنالك مخاوف متزايدة ، ربما شعر بخطرها السوريّون وحذّر منها الأتراك من أن منطقة الخليج معرّضة لصراع دولي تكون الطائفية هي الفتيل المفجّر له والمستفيد منه أو المخطّط له طرفان يسعيان لتقاسمه وتبادل أدوارهما فيه .

الطرف الأول هو الكابوي الأمريكي ، صاحب المغامرات المعروفة في عالمنا العربي والإسلامي ، وهو يعمل مع العرب والمسلمين في ظل غياب تام للثوابت الأخلاقية ، بل ليس لديه من ثابت سوى مصالحه ، وبالذات مكاسبه الاقتصادية التي يسيل لها لُعابه ، يدور معها حيثما دارت ، وهي في حقيقتها مصالح واسعة ، لا قاع لها ولا قعر.

أماّ الطرف الآخر فهو الذي يريد تصدير ثورته ويطمع في توسيع امبراطوريته ويغيّر عروبة الخليج العربي ليجعله خليجاً فارسيّاً ، ولا يختلف مع الأمريكان على ذلك إلاّ في حدود ما تسمح به فصول مسرحية الخطر النووي الإيراني أو التهديدات الإيرانية للكيان الصهيوني أو ما شابه ذلك من مشاهد تمثيلية استمرّت – ولازالت – طوال السنوات الماضية تُظهر في النهار خلاف ما يُحاك في الليل من تحالفات وتبادل أدوار وتقاسمات تُشبع الطمع والجشع الاقتصادي للأمريكان وتحقق التوسع والطموح الديني والقومي للإيرانيين .

وليست العراق وأفغانستان إلاّ شاهداً مأساوياً على هذا التحالف المريب ، ويكفينا أن بعض القائمين على سدّة القرار الإيراني والمراكز القيادية فيها قد صرّحوا – ربما في نشوة الافتخار – بأدوارهم المشبوهة في احتلال هذين القطرين المسلمين . فهذا الرئيس الإيراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني يقول لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية بتاريخ 9/2/2002 ” إن القوات الإيرانية قاتلت طالبان، وساهمت في دحرها، وأنه لو لم تساعد قواتهم في قتال طالبان لغرق الأمريكيون في المستنقع الأفغاني ” ثم تبعه السيد محمد على أبطحي نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية والبرلمانية في تصريح مشهور جداً  في ختام أعمال مؤتمر الخليج وتحديات المستقبل الذي نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبو ظبي بتاريخ 15/1/2004 ” أن بلاده قدمت الكثير من العوْن للأمريكيين في حربيهم ضد أفغانستان والعراق” ومؤكدًا أنه ” لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة”  .

أضف تعليق