لو كنت محل المعارضة البحرينية أو جمعياتها السبع أو حركاتها وجماعاتها غير المرخصة لأعلنت على الفور براءتها وتبرّمها وعدم تشرّفها من بعض شخصيات خرجت علينا هذه الأيام بتصريحات وأصدرت بيانات أو عقدت مؤتمرات تساند المعارضة البحرينية وتدعو لدعم مطالب الشعب – حسب زعمها – وتحقيق حريته .
هذه الشخصيات ارتبطت أسماؤها بخيانة أوطانها حتى النخاع وتلطخت أياديها بدماء أبناء شعبها وارتكبت مجازر في بلدانها ، لا أوّل لها ولا آخر ، وتلوّثت سمعتها بكل حرام وتجرأت على كل ماله علاقة بالاحتيال والنهب والسرقة حتى صارت صورها شوهاء وسجلاتها سوداء ، يلاحقها العار والشنار أينما ظهرت ، وتصبح معرّة في أي موقع . الدولار يحرّكهم ولأجله يذبحون ضمائرهم ويُهدرون وطنيتهم ، ويبيعون للحصول عليه حتى أسرهم وأبنائهم .
جرائمهم وخياناتهم ، ملء السمع والبصر ، قلّ أن توجد وسيلة إعلامية يعجز محرّك البحث فيها عن إظهار سوابقهم ، أفردت لهم بحوث ودراسات ومقالات بحيث أن بعضهم صاروا من عتاة المحتالين في العالم وأشهرهم ، مثل الدكتور أحمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي الذي تداعى قبل عدّة أيام مع زمرة من أمثاله لمؤتمر دعو فيه إلى نصرة شعب البحرين وإغاثته مقترحاً لذلك أن يخصص مجلس النواب العراقي مبلغاً رمزياً قدره خمسة ملايين دولار من احتياطي الميزانية العراقية لدعم الشعب البحريني !! علماً بأن الدكتور الجلبي المولود في عام 1945م هارب من العدالة واسمه مدرج في قوائم الانتربول حيث حكم عليه القضاء الأردني غيابيا في الأردن عام 1992م بالسجن المؤبد مع الأشغال الشاقة بتهمة التزوير والنصب والاستيلاء على ملايين الدولارات من مصرف البتراء الأردني .
أيضاً في ذات مؤتمر الجلبي وصحبه عن البحرين أعلن ( استنكاره لدخول قوات أجنبية إلى البحرين ورفض ما يحدث من انتهاكات لحقوق الإنسان على يد هذه القوات الأجنبية ) على حد زعمه . ولو كان في هذا الـ ( الجلبي ) ذرة حياء لما تطرّق لهذا الموضوع أبداً لأن التاريخ يسجّل له – في سجلاته السوداء بالطبع – أنه رأس الحربة في التخطيط للاحتلال الأمريكي للعراق ، وأنه عاد إلى بغداد من منفاه عام 1994م على ظهر دبابة أمريكية وتم مكافأته بوضعه في مجلس الحكم بالعراق ! وبالتالي يكون هو آخر من يتكلم عن استنكار مسألة القوات الأجنبية فضلاً عن أنه لاتوجد مقارنة بين دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين في إطار اتفاقيات ومعاهدات دولية ومعترف بها بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وبين قوات غزو واحتلال دمّرت العراق وذبّحت في شعبه ونهبت خيراته وقسّمت شعبه و… إلخ .
أمثال أحمد الجلبي يسيئون إلى المعارضة البحرينية أكثر مما ينفعونها ، ويكون الدعم الذي تتحصّله منهم سبّة عليهم ونقيصة لهم .. فهم باختصار لا يشرّفونهم ، فهل يتبرأون ويرفضون تصريحاتهم وبياناتهم ؟!