من شاهد المحرق يوم الخميس الماضي سيدرك أنها عاشت عيداً كبيراً عنوانه ” كلنا خليفة ” تجددت خلاله البيعة والولاء لملكنا المفدى وقيادتنا الرشيدة . وأجمل ما في تلك الاحتفالات أنها جاءت عفوية بدون سابق ترتيب ، وغالباً ما تعبر هذه العفويّة والبساطة عن مقدار وحجم المصداقية والإخلاص . فالحمد للمولى عز وجل على عودة نعمة الأمن والاستقرار لوطننا العزيز.
في واقع الأمر لا يمثل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة لعموم البحرينيين والمحرقيين على وجه الخصوص أنه رئيس الوزراء فحسب وإنما هو رمز وطني كبير ، عاشوا معه ويعيش بينهم ، احتضنته القلوب ومآقي العيون ، لدى الآباء والأمهات كما الأبناء . أطال الله في عمره وأمدّه بالصحة والعافية ووفقه لكل خير .
خلال العرض الأخباري لزيارة صاحب السمو رئيس الوزراء الموقر للمحرق الخميس الماضي ؛ لفت انتباهي أثناء جلوس سموّه في مجلس عائلة شويطر الكرام وجود أستاذنا ومعلّمنا الكبير حافظ الشيخ صالح ، صاحب الفضل علينا – بعد الله – فيما تعلّمناه من أدوات وأخلاقيات ومهارات كتابة متواضعة. وعلى الفور دارت في مخيلة ذاكرتي أن التسمية المحببة عند العزيز حافظ الشيخ لصاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان هي ( الرئيس ) وأن لدى حافظ الشيخ كتابات قيمة امتدح فيها ( الرئيس ) وأنزله ما يستحقه من مكانة مرموقة عند البحرينيين . تصفحت في الأرشيف فلم أجد أفضل من هذا المقال الرائع الذي كتبه ( خسارة ) الصحافة البحرينية حافظ الشيخ ، وحمل عنوان ” خليفة بن سلمان اليقِظ للحاضر واليقِظ تاريخيّاً ” . ورغم أن المقال مكتوب قبل بضع سنوات إلاّ أنه صالح لواقعنا الآن ويجدر بنا استدعائه في مرحلتنا الراهنة ليعرف الجميع ماذا يشكّل خليفة بن سلمان للبحرين وللبحرينيين .. أترككم مع ماكتبه أستاذنا الفاضل حافظ الشيخ صالح :
الزيارات الميمونة التي قام بها في هذا الأسبوع رئيس الوزراء صاحب السموّ الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة ــ حفظه اللّه ورعاه ــ لكل من وزارة العدل ووزارة الداخلية هي دلالة على حضور سموّه الموصول في شئون الدولة، وفي تسيير شئون الدولة، واهتمامه بالتفاصيل اليوميّة للدولة وشئون الوزارات، لاسيما هاهنا الوزارات الحيوية المربوطة مصالحُ الناس، ومصالحُ المجتمع، بها.
لكنّ خليفة ليس هو فقط رجل الدولة ، الحاضر على الدوام في تفاصيلها ومفاصلها، وليس فقط رجل المجتمع المتواصل على نحو حميم وبالتفصيل مع متغيرات المجتمع وشئونه وأحواله، ولكنه قبل ذلك ــ حفظه اللّه ورعاه ــ هو رجل الرؤية التاريخية ورجل المخيّلة التاريخية الخصيبة الذي يلاحظ في انتباه وفي ذكاء متغيرات الأحوال العالمية والإقليمية، الموجب منها والسالب، التي تنعكس على المجتمع البحريني المحلي، وتتفاعل مع قواه وأجزائه بالضرورة، فيَظهر آنذاك عندنا من النتائج ما هو سالب وما هو موجب، وتنخرط أجزاء المجتمع وقواه في جدليّات مديدة، منها العابر السهل، ومنها الخطر والخطير الذي يهدّد، على المدى المتوسط أو البعيد، مصيرنا وكينونتنا ووجودنا، أيْ مصير المصبّ الرئيس هاهنا وكينونته وكيانه ووجود هذا الكيان. لا يغفل ولا يذهل خليفة أبداً عن هذه الرؤية التاريخية لصيرورات الحاضر ومآلات المستقبل، ولا تخونه ولا تخذله مخيّلته التاريخية الخصبة، فهو طراز نادر من القادة، وهو موطن قدوة حسنة وقوّة، وفي يقظته التاريخية، على اليوم والغد وما بعد الغد، خزين لنا غزير من الضمانات والتأمينات، خزين غزير يعصمنا في اليوم والغد وما بعده من المستقبلات القاصمة للظهور، ومن المآلات الخطرة والخطيرة. حفظ اللّه بوعلي ورعاه وهو يسهر في الليل والنهار على سلامة هذا الكيان العروبي الخليفي الذي يراد الفتك به، في هذا المنعطف الإقليمي الحاسم، ولكنْ عسى الله أن يقطع أيدي ورقاب الحاقدين قبل أن ينالوا منه.
سانحة :
يجب أن لا يهدأ حماس شبابنا في الاتصال مع العالم الخارجي ومنظماته وهيئاته ، سواء في كتائب الإعلام أو في قنوات التواصل الاجتماعي ،الفضائيات ، الاستبيانات ، استطلاعات الرأي ، اليوتيوب ، العرائض … إلخ . وعليهم ألا يركنوا أو ينشغلوا بالداخل أو تخفّ جذوة نشاطهم بينما يعمل آخرون بكل جهدهم ووسعهم للاستحواذ على الخارج واختطافه وتزويده بالمعلومات المغلوطة والمشوّهة بغية إيجاد ضغط دولي وحقوقي ورسم صورة لا تمت للحقيقة بصلة ..