تشرّفت صباح يوم أمس بأن أكون ضمن صحفيي وكتّاب جريدتنا الموقرة ، أخبار الخليج الذين التقوا بمعالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين ضمن زيارات معاليه للصحف المحلية التي حرص خلالها على تقديم شكره وتقديره لتغطياتهم ومواقفهم الوطنية المشرّفة خلال الأحداث المؤسفة التي مرّت على وطننا العزيز . وهي بادرة كريمة من رجل فاضل يمتنّ له شعب البحرين بالشكر– بعد الله سبحانه وتعالى – في إعادة الأمن والأمان إلى ربوع الوطن في ظل قيادتنا وحكومتنا الرشيدة . وكان حديث معاليه الذي امتدّ لنحو أكثر من ساعة مفعماً بالتفاؤل والثقة في عودة الأمور إلى طبيعتها مع الاستفادة من الدروس والعبر التي أنتجتها هذه الأزمة ، وكان يُغالب استفساراتنا عن مرحلة ما بعد رفع حالة السلامة الوطنية بتكرار عبارة ( أبشّركم الأمور طيبة ) .
تحدّث معاليه خلال هذا اللقاء عن عملية تحرير المنامة ، والتي تم تسميتها بـ ( عملية الفاروق ) نسبة إلى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وربما هي المرّة الأولى التي يجري الإعلان فيها عن اسم تلك العملية المباركة . ولكن أكثر ما شدّ انتباهي هو مقدار الاحترافية والدقّة التي تميّزت بها هذه العملية وحرصها التام على أن يتم إنجازها بدون خسائر وضحايا حتى أن معاليه قد أكّد أنه لم يتم إطلاق الرصاص فيها مبيناً مدى حساسية العملية والمخاطر المحيطة بها وأنها تمّت في ظل وجود تخوّف من تدخّل خارجي ، وأن كل ماتم موثق بالصوت والصورة بشكل يدحض كل الافتراءات والتحويرات و( الفبركات ) .
غير أن معاليه قد تطرّق في حديثه إلى أمر هو في غاية الأهمية ، ويُحسب للبحرين عدم انتهاكه أو تجاوزه . وهو أن المؤامرة التي فشلت خلّفت وراءها كمّ كبير جداً من المعلومات والاعترافات تفضح المتورّطين وتعرّي المشاركين فيها وتكشف حجم هذا المخطط لكنه التزاماً بإجراءات التقاضي وحقّ الترافع حظرت نشرها ومنعت تداولها وأجلت إظهارها للرأي العام إلى حين البتّ فيها قضائياً ، ويحدث كل هذا الالتزام والحظر بالرغم من الحاجة الماسّة لبيانها وعرض الدلائل والإثباتات محلّيا وخارجياً للدفاع عن البحرين في معركتها الحقوقية والإعلامية التي اشتدّ وطيسها وزادت حموتها وتضاعفت أغلاطها وافتراءاتها وغلِبَ كذبها على صِدْقها. إنه التزام أخلاقي وقانوني وحقوقي قلّ أن يطبّقه الآخرون خاصة في مثل الظروف التي نمرّ بها في البحرين .
سـانحة :
خلال اللقاء رفع معالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة من معنوياتنا وحمّلنا مسؤولية كبيرة عندما قال إن حمل القلم لايقلّ أهمية ومكانة عن حمل السلاح من أجل حماية الوطن والدفاع عنه .