كل الشكر والاحترام للإخوة القائمين على إدارة وتسيير أعمال المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان ونقدّر لهم اهتمامهم أو على الأصح حرصهم على التزام الدقة والحرفية وما شابهها من ثوابت في العمل الحقوقي الذي تريد تحقيقه وإبراز نشاطها وفقاً لمتطلباته المهنية المعروفة . إلاّ أنه بالرغم من ذلك لابد لنا أن نعلن كبير استغرابنا من أنها تعلن – ربما – للمرة الثانية – أنها لازالت تستعد لإصدار تقرير شامل عن الأحداث ، وأنها شكلت لجنة للبحث في مختلف الظروف والأحداث التي مرّت بها البحرين ، وستقوم هذه اللجنة قريبا برفع تقرير إلى الأمانة العامة لإدراجه في جدول أعمال اجتماع المؤسسة لدراسته واعتماده ، ومن ثم نشره بالكيفية التي يقرها الأعضاء !
بمعنى أن هذه المؤسسة الحقوقية التي نتوقع منها الكثير ، ونحسب أن لديها إمكانيات وقدرات كبيرة ، ويمكنها أن تعمل بكل يسر وسهولة وتتفاعل بدون عقبات مع مختلف أجهزة الدولة ، وبين يديها وتحت نظرها كل المعلومات والوثائق والصور ؛ لم تستطع حتى الآن ، وعلى مدار أكثر من ثلاثة أشهر من إصدار تقريرها عن الأحداث المؤسفة التي مرّ بها وطننا الغالي !! هل يحتاج التقرير كل هذا الوقت ؟ !
غني عن البيان مقدار الهجمة الحقوقية الخارجية التي تمسّ البحرين حتى أنه ما من منظمة تعمل في هذا المجال إلاّ وأدلت بدلوها ، بالحق أو بالباطل – وهو الغالب – وأساءت أيّما إساءة لنا وكانت سبباً في تزايد الضغوط على حكومتنا وصارت بعضها مرجعاً أو دليلاً عند من يتكلّم على البحرين ويستهدف نظامها ويستدل بها على إجراءات قمع وتعذيب وانتهاكات وتجاوزات لم تجد لها من يفنّدها أو يكشف زيفها أو يقارعهم الحجة من مؤسساتنا نحن التي – شئنا أو أبينا – ظهر مقدار ضعفها وعجزها عن مجاراة متطلبات الدفاع عن البحرين في معركتها الإعلامية والحقوقية الدائرة رحاها في الخارج .
هل من المعقول أن البحرين دخلت في العمل بحالة السلامة الوطنية ، بكل ماتم خلالها من إجراءات كبيرة ساهمت في عودة الأمن والاستقرار ، استغرق هذه الحالة شهرين ونصف ، وسيتم بعد يومين من الآن رفع العمل بها ، ثم مع ذلك لم تستطع مؤسستها الوطنية لحقوق الإنسان من إعداد تقريرها عما حصل حتى الآن ؟! إنه سؤال خجول يحق لنا أن نطرحه في هذا الوقت الذي تحتاج فيه البحرين لجهود ضخمة ومضاعفة لصدّ العدوان على سيادتها ونظامها وأمنها واستقرارها .
سانحة :
الشمعة لا تفقد نورها حينما تقوم بإشعال شمعة أخرى .