الأخبار الواردة إلينا حتى الآن من الوفد البرلماني البحريني الذي يزور عددا من الدول الأوروبية ويرأسه الدكتور صلاح علي محمد ؛ تقول في جانب هام منها أن كمّاً كبيراً من المعلومات ( غير الموثقة ) أو المتضمنة وجهة نظر واحدة للون وطيف واحد من المجتمع البحريني قد انهالت خلال الأسابيع القليلة الماضية على مراكز وقوى ومؤسسات ومنظمات الغرب دفعتهم لتكوين رأي مخالف لما يحصل على أرض الواقع في البحرين ، وهو الأمر الذي نتج عنه اتخاذهم لما ترونه وتسمعون عنه من مواقف ضاغطة على قيادتنا وحكومتنا الرشيدة للقيام بوقف انتهاكات وتجاوزات في حقيقتها غير موجودة لولا أننا تركنا – بمحض إرادتنا – ملء نصف الكأس الفارغة هناك وتخلينا – عن سبق إهمال – عن مهمة التواصل مع الغرب في هذا المجال رغم أننا نعيش في جزء من عالم يموج بالتغيرات ، تقاربت مسافاته وتداخلت قضاياه ، وفي منطقة شديدة الحساسية والأهمية ، وهي بؤرة أطماع وتدخلات ، تحيط بها مخالب وأنياب على أهبة الاستعداد ، قاب قوسين أو أدنى من أوطاننا .
فلا سفاراتنا تحمّلت مسؤولياتها ، وربما لم يكن أهمية هذا الأمر في وارد اختيار كفاءاتها وطواقمها الذين تنحصر غالب مهماتهم في المراسم والشؤون القنصلية . ولا ألوان أو أطياف المكوّن الرئيسي للمجتمع البحريني ، أهل السنّة والجماعة ، جماعات وأفراد ، قد ارتقت اهتماماتهم للاشتغال بالنواحي الحقوقية والإعلامية المتعلقة بالبحرين في الخارج خاصة بعد اقتصار انشغالها السياسي في الداخل بالمنافسات الانتخابية للمجالس النيابية والبلدية ، تقريباً وفقط .
وبالتالي ؛ لايجب أن نلوم الآخرين على نشاطهم وتواصلهم مع مؤسسات الغرب بقدر ما يجب أن نلوم أنفسنا ، على المستوى الرسمي ومؤسسات المجتمع المدني إزاء هذا التقصير أو الفراغ الذي ما كان له أن يحدث ونتجرّع نتائجه الآن على هذا النحو فيما نراه ونقرأه من صور مجللّة بالسواد ومفعمة بالظلام عن البحرين ، آن الأوان أن يكون لنا فعل حقيقي في تغييرها وتصحيحها .
في هذا الصدد أدعو جميع المخلصين لوطنهم ممن قرّروا قضاء عطلتهم الصيفية خارج البحرين ، في ربوع أوروبا أو أمريكا أن يكونوا سفراء لقضية وطنهم وأن يضيفوا فقرة أو فقرات إلى برامجهم للتعريف بما حصل في البحرين ، يحملوا معهم الصور والتسجيلات والمعلومات الموثقة ، يذهبوا إلى صحيفة أو برلمان أو إذاعة أو قناة فضائية أو أي منظمة ومؤسسة هناك ، صغرت أم كبرت ، لا تستهينوا بحجمها ومكانتها ولا تستصغروا أثر زيارتكم أو لقائكم ، فلكل عمل شأن . غيرنا سافر إلى هناك لأجل التفرغ لهذه المهمة فقط ، فلا نبخل على البحرين بجزء من سياحتنا في هذا الصيف .
سانحة :
يجب أن يعي الذين ينظرون في هذه الأيام مستقبل تجمع الوحدة الوطنية في ناحيته القانونية والمؤسساتية أننا نريد له أن يكون تجمعاً للقلوب الصافية وائتلافاً للنيات الصادقة وتحالفاً للسواعد المخلصة . ونريده أداة تَجْمَع ولا تفرّق ، تبني ولا تهدم . أما مسألة الخلافات والاختلافات أو تصفية الحسابات مع هذا أو ذاك ، خاصة مع الإسلاميين ، أو بالذات المنبر والأصالة ؛ فإن الحدث قد تجاوز هذه المسألة ومتطلبات الظرف والمرحلة الراهنة تقتضي وضعها خلف ظهرانينا ، فما عاد الزمان ولا المكان يحتملان من يُفسد علينا وحدتنا وتجمعنا لأسبابه وطموحاته وخلافاته ( الخاصة ) .