راصد

حول تجمع الوحدة الوطنية

يتناقل الناس هذه الأيام بكثير من الاستغراب والغضب والاستياء فيلما سينمائياً يظهر فيه أحد قيادات تجمع الوحدة الوطنية في مجمع السلمانية الطبي أثناء احتلاله من قبل المخربين والمعتصمين ، يدعمهم ويتكلم عن سقوط شهداء ويمارس التحريض وكأنه أحد قادة الاعتصام والاختطاف لهذا المرفق الصحي الهام . وبدون الدخول في تفاصيل هذا الشريط فإن المطلوب توضيح عاجل من التجمع بشأن هذا الموضوع وإجراءاتهم حياله وعدم تركه للقيل والقال والإساءة لتجمعنا .

وعلى العموم أيا كانت التوجهات المستقبلية للإطار القانوني لتجمع الوحدة الوطنية فإن المطلوب بالترافق مع ذلك إعادة تشكيل إدارته ووضع معايير واضحة وحازمة لإدارته كفيلة بأن تبقيه – مهما كان شكله – تجمعاً للقلوب الصافية وائتلافاً للنيات الصادقة وتحالفاً للسواعد المخلصة ، لأننا نحتاج إلى كيان قوي ومترابط همّه الأول مرضاة الله سبحانه وتعالى ثم خدمة وطنه وفقط .

ونحتاج للتجمع – أيا كان إطاره القانوني – أن يكون صاحب مبادرات ومشروعات وليس مجرّد ( فزعة ) وردّة فعل فقط حيث أنه بعد تجمعي الفاتح الكبيرين تم استقطاب وعقد اجتماعات ولقاءات مع مجاميع كبيرة من مختلف الفئات والمهن كالأطباء والمهندسين والمعلمين والتجار وأساتذة الجامعات والإعلاميين و… إلخ بغية مناقشة كيفية الاستفادة من خدماتهم وتشغيلهم من أجل خدمة الوطن وإعادتهم إلى واجهة المشاركة والفعل والإنجاز وتخليص كياناتهم من حالة الاختطاف التي اكتشفناها أثناء الأزمة .  كما تم الدعوة من خلال هذا التجمع أيضاً لحصر حالات العاطلين عن العمل والراغبين في مواصلة دراستهم الجامعية أو المتعثرين مادياً في مواصلتها وكذلك في الزواج بغية مساعدتهم وتيسير تحقيق رغباتهم وما إلى ذلك من خدمات ومساعدات وبرامج تطلبتها ظروف تلك المرحلة ( الفزعة ) . بل حتى النشاط الصيفي كان له نصيب من وعود الاستفادة منه وتعليم وتدريب وتأهيل طلبة المدارس والجامعات .. لكن من يستطيع الآن أن يقول لنا : ماذا تحقق من كل ذلك ؟ وماهي الآليات التي استوعبتهم ودمجتهم وساعدتهم ؟ وكيف تجري متابعتهم ؟

كل الخوف أن اهتمامات التجمع قد انشغلت واشتغلت في الجانب السياسي رغم أن الجموع الحاشدة التي خرجت له في الفاتح كانت آمالها وأمنياتها أكبر من أن تنحصر في هذا الجانب فقط وأوسع من أن يكون مآل هذا ( المارد ) فيما بعد مجرّد رقم جديد في سجل جمعياتنا السياسية ، وبعد أن انكشفت تفاصيل المتآمرين تفاجأ الناس بحجم العمل لديهم والتنظيم والاستحواذ والانتشار في كل المجالات ( ليس السياسية فقط ) فتمنوا أن يكون تجمعهم الجديد في مستواهم وأفضل ،  فهل ما نطلبه كثير ؟!

سانحة :

بعث لي أحد القراء الكرام التساؤل التالي : لماذا نجح إئتلاف الجمعيات السبع في التجمع والاعتصام تحت مسرح واحد وفي دوار واحد وبيانات واحدة ومطالب ومواقف متحدة ، ومع ذلك بقيت كُل جمعية تحمل خصوصيتها ومنهجيتها وحصادها التاريخي دون طرح فكرة جمعية واحدة (ينصهر) الكل فيها !!

 

أضف تعليق