هو أكبر سجون الولايات المتحدة الأمريكية ، بلا منازع ، وربما لا يماثله سجن آخر في العالم ، إذ تبلغ مساحته (1800) فدان ويضم في أجنحته وزنازينه ما يقارب (5000) سجين ، واقترن اسم هذا السجن الذي يقع في ولاية لويزيانا بالتعذيب وإساءة معاملة السجناء خاصة عندما تتعلق أحكامهم بالأشغال الشاقة حيث يُجبرون على العمل في ظروف قاسية لمدد تزيد على (16) ساعة يومياً حتى أن أحد رؤساء السجن ، وهو السيد واردن بورل تشين يقول ” علينا أن نبقي السجناء يعملون طوال اليوم حتى يتعبوا ليهجعوا في الليل” . ومن أقتواله عن هذا السجن الذي رأسه ” إن سجن أنغولا ما زال بعيد جدا عن البيئة الايجابية التي تعزز المسؤولية ، والخير، والإنسانية ” ويضيف ” وفي الواقع إن قلب نظام السجن هو حالة غير إنسانية ومن شأنها أن تجعل قلب أي إنسان ينفطر”
التسمية الأخرى لهذا السجن ، هي المزرعة حيث جاء هذا الاسم بسبب بنائه في موقع بمزرعة للعبيد السابقين ، وحوالي (80%) من السجناء القابعين فيه هم من الأمريكيين من أصل أفريقي ، وهو ما يدفع دائماً لأن يبقى مكاناً معتاداً للانتهاكات والتجاوزات التي لاتحرّك لدى الأمريكان أي وازع أخلاقي يدفعهم لاحترام حقوق الإنسان بالضبط كما يحصل في سجن غوانتنامو حيث يُضرب بعرض الحائط كل صدى للحريات وكرامة الإنسان ويجري معاملة السجناء كما الحيوانات ، وغالباً ما يكون نهارهم كما ليلهم .
في القرن الماضي ، بالضبط في عام 1964 تم إقرار قانون الحقوق المدنية في أمريكا ، وتتعلق بعض مواده ما يخص مراعاة حقوق السجناء وضوابط ومعايير الرعاية المفترضة لهم وإعادة التأهيل وما شابه ذلك من حقوق باتت محل معاهدات واتفاقيات دولية تُعنى بحقوق الإنسان وتُعلي من كرامته وتمنع احتجازه واعتقاله في ظروف وبيئات غير حضارية ولا تمت للإنسانية بصلة .
غير أنه رغم مضي أربعة عقود على إقرار هذا القانون الأمريكي ؛ لا يزال سجن انغولا يُعرّف بأنه ” السجن الأكثر دموية في أمريكا ” ويحمل حراس السجن البنادق ويتم بمعرفتهم تنظيم الاعتداءات الجنسية على السجناء الضعفاء . والأسوأ من ذلك أنه لايزال يعمل على نظام العزل الانفرادي للسجناء بصورة مقززة ووحشية وظالمة دفعت قبل أيام منظمة العفو الدولية لإصدار بيان تدعو فيه السلطات الأمريكية لإنهاء الحبس الانفرادي لمسجونين أدينا بالقتل منذ ما يقرب الـ (40) عاما يقبعان في هذا المعتقل سيء الصيت طيلة هذه السنوات الأربعين !! أحدهما اسمه البرت وودفوكس البالغ من العمر (64) عاما والآخر هيرمان والاس البالغ من العمر (69) عاما .
ومع ذلك ، وبكل وقاحة ، بلا حياء ولا استحياء ، ينتشر ممثلو ومسؤولو البيت الأبيض في كل أنحاء العالم ، خاصة في دولنا العربية والإسلامية يدعون إلى احترام حقوق الإنسان وصون الحريات ويعلّموننا المحافظة على الكرامة الإنسانية ويفرضون إملاءات وتوجيهات غالبها – إن لم يكن جميعها – مجرّد ابتزازات لتحقيق أطماع ومصالح لاعلاقة لها بالمثل والقيم الإنسانية التي ينادون بها ، لأنه ، وباختصار شديد : فاقد الشيء لا يعطيه.