راصد

هل عروبة البحرين في خطر ؟!

يقول هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق وعرّاب المؤامرات الأمريكية في مذكراته ” من يريد السيطرة على الأمة العربية والإسلامية عليه أن يدمر إرادة الأمة العراقية فهي الحلقة الرئيسة فيها “ولذلك كان أسوأ ما تعرّض له العراق منذ احتلاله أمريكيا وإيرانيا هو محاولات سلخه من هويته العربية والإسلامية ، وهي معركة قذرة كان اللاعب الأساسي فيها هم المحتلين وعملائهم الذين رأوا في عروبة العراق  سدّا منيعاً لمخططاتهم الاستعمارية والصفوية .

العراق ، مركز الحضارة العربية الإسلامية ، أشغله الاحتلال الغاشم بحروب ومعارك طائفية ومذهبية وعرقية استهدفت في المقام الأول النيل من عروبته وسلخه من هويته والعمل على إضعاف العرب الذي يشكلون (80%) من تركيبته السكانية ، وتفتيت كياناتهم ثم نهب وتخريب متاحف العراق وما تحمله من أعرق وأغنى الوثائق والمعالم والدرر من تاريخنا العربي والإسلامي ، وذلك بصورة ممنهجة ومقصودة ، حتى وصل بهم الحال إلى أن تم نفي عروبة العراق في دستور ما بعد الاحتلال الذي جرى وضعه بمعرفة المحتلين وعمالة المتعاونين معهم ، فجاء في الدستور المؤقت مايلي : “العراق بلد متعدد القوميات، وأن الشعب العربي فيه جزء من الأمة العربية” بمعنى أن العراق ليس بأكمله جزءاً من الأمة العربية بل جزء منه فقط ، وهو ليس بلداً عربياً بل بلد متعدد القوميات” .

حدث كل ذلك بالتزامن مع مذابح وتصفية للوجود العربي السني على أيدى مجموعات من السفاحين والميليشيات الصفوية ، خصّوا فيها أفضل الكفاءات وأصحاب الخبرات والمهن ، منهم العلماء وأساتذة الجامعات بشكل لا ينبيء إلا عن خطة جرى وضعها بليل ضد عروبة العراق وهويته .

ولذلك كانت للعبارة التي قالها جلالة الملك المفدى حفظه الله أثناء لقائه الأسبوع الماضي مع أهالي الرفاع ” سنسلم الأمانة لمن بعدنا والبحرين عربية إسلامية ” لها وقع كبير ومؤثر في نفوسنا ، وتنبيء بأن الخطر الذي مررنا به واجتزناه بفضل الله تعالى ، لم يكن داخلياً ، ولا يتعلق بمطالب معيشية وإنما كان تهديداً صارخاً للهوية والانتماء . ولا نحتاج للتدليل على ذلك أكثر من متابعة تصريحات القادة والمسؤولين الإيرانيين وتوابعهم في العراق وإيران ، وتدخلهم السافر في شؤوننا .

سانحة :

في الوقت الذي تتكتل فيه القوى العظمى وتتحد وتتحالف، دون أن يكون لها مؤهلات التوحد في الدين واللغة والعرق تفتعل بعض دولنا العقبات وتضع العراقيل أمام أي مشروع وحدوي ، بل وبعضها يتحالف ضد من تربطه وشائج الدين واللغة والنسب والجوار !! عالم يتجمع وعالم آخر يتشتت .

أضف تعليق