نافذة الجمعة

البحرين تجمعنا

الشعوب الحية هي التي تعود من أزماتها أقوى مما كانت عليه في السابق ، تستجمع قواها ، تستحضر أخطاءها ، تتغلّب على تقصيراتها وهفواتها ، تنتصر على أحزانها ، لا تعرف الهوان ، لا تستكين إلى الإحباط . وهذه الشعوب تأبى أن تعيش في ماضيها إلا بالقدر الذي تحتاجه لأخذ الدروس والعبر ومن ثم الاندفاع إلى بناء حاضرها وبناء مستقبلها .

لا يستطيع أحد أن ينكر أننا مررنا بأزمة كبيرة وحدث قاسٍ على مجتمعنا الآمن ، خرج عن مقبول عاداتنا وتجاوز المألوف من توقعاتنا ، تدخل فيه أو تآمر من ترون وتسمعون حتى صارت البحرين عند البعض عنواناً للافتراء ورمزاً لفبركة الإساءات والاتهامات المتعمدة ، وكنّا نسمع قصصاً وأحداثاً ربما طالتها أشواطا بعيدة من المبالغات – إن صدقنا أنها ليس أكاذيب – نعرف أنها تؤلمنا وتسيء إلى سمعة ومكانة البحرين وأهلها فضلاً عما تسببه من خسائر اقتصادية وظلم لايعرف مقداره إلا من يرى على الواقع خلاف ما يُنشر ويُذاع ويُفترى به على وطننا العزيز .  وقد قال فولتير : ( إن وقوفي لحظة في قفص الاتهام وأنا بريء ينسيني ألف كتاب قرأته عن الحرية ) .

البحرين اليوم مقبلة على مفصل تاريخي في غاية الأهمية ، سيصنعه بإذن الله أبناؤها  الذين هم أصحاب إرادات قـويّة ، وسواعد مخلصة ، ونيّات صادقة نابعة من إحساس نفسي ووطني عالٍ يريد أن يتحمل مسؤولياته ويختبر قدراته ويثبت صدق انتمائه وخوفه وحبّه لوطنه الذي لابد أن تنحني هاماتنا لأجل خيره ونمائه وحفظ أمنه واستقراره ودفع الأطماع وتفويت الفرص على أحقادهم .

المفصل القادم بعد أيام قليلة هو حوار التوافق الوطني الذي دعا جلالة الملك المفدى كافة أطراف وفئات المجتمع للمشاركة فيه من أجل رسم وضع أمثل للبحرين بعدما تجاوز شعبها محنة كادت أن تعصف بمقدراته ومكتسباته وترتهن حاضره ومستقبله للخراب والضياع . يقيننا أن البحرين ستبقى ، بلد الحب والسلام ، وواحة الأمن والأمان ، وروضة الأخوة والوئام .

أضف تعليق