راصد

البحرين.. الرأي والرأي الآخر

لأننا نعرف إخواننا وأهلنا في دولة قطر الشقيقة ، ولأننا ندرك تماماً أن علاقاتنا وروابطنا و( تداخلنا ) معهم أكبر بكثير جدا من أن يهزّها برنامج مسيء ؛ فقد سرّنا وقوف الأهل في قطر واستهجانهم الإساءة للبحرين التي تم عرضها من خلال قناة الجزيرة. ومن هذه الوقفات المقال المنشور يوم أمس 8 يوليو 2011م في صحيفة الشرق القطرية للكاتبة والإعلامية القطرية ( أيضاً ) مريم الخاطر . وكان عنوانه ” البحرين.. الرأي والرأي الآخر ” ونشرُف بنشره ، وهو كالتالي :

في سمعة مؤسسة إعلامية كبيرة وقديرة مثل “الجزيرة” كنا نتوقع أن تلتزم القناة على الأقل بأبجديات الطرح الإعلامي الذي تقتضي أخلاقيات مواثيقه موضوعية ونزاهة الطرح من كل جوانب الرواية أو الحدث مع حرصها على السبق الصحفي في تحري الحقائق وبثها ونشرها في ظل شعارها الذي وضعته علما لها وسفيرا دوليا لرسالتها خصوصا عندما يتعلق الأمر لا بخبر آني الطرح واقع تحت ضغط الوقت النهائي في غرفة الأخبار التي تتطلب سرعة البت في قرار البث ونصه وطريقته، بل بسياسة وتوقيت طرح الجزيرة الإنجليزية لفيلم وثائقي حول البحرين بعنوان “الصراخ في الظلام” وهو فلم مصور استغرق محرره لإنجازه قرابة الثلاثة أشهر معسكرا في مواقع محددة بعينها لم تتجاوز دوار اللؤلوة إلا لما وافق زاوية الطرح “الأعور” من مواقع ومشاهد انتقائية محددة بذاتها في مشهد درامي أحادي بالغ الدقة معزز بموسيقى تصويرية تراجيدية تضاهي تلك الموسيقى المستخدمة في أفلام المجازر البشرية والإبادات الجماعية حتى يشك المرء منا أن ذلك يحدث في البحرين، في الوقت الذي تخطّت فيه البحرين الشقيقة عنفوان أزمة الشارع بخلق حوار وطني وتحقيق الكثير من الاستحقاقات.

وبدا لكل من شاهد البرنامج ليس فقط أحادية الطرح بل وانحياز المقابلات لفئة دون غيرها وتمويه بعض الحقائق أو تعتيم نصفها منها ما جاء من مشهد درامي في جامعة البحرين، تلك الجامعة التي يشهد شبابها الروع من الهجوم المباغت عليهم بالأسلحة البيضاء من قبل فئة لم تنزه الحرم الجامعي عن الهجوم، وكلّنا له قرابات وأهل في البحرين وقد سردوا لنا ما حدث ولا يستطيع محرر صحفي فيها مهما كانت جنسيته أن يضللنا بها بزاوية واحدة للصورة، ولكن للأسف الصورة الأحادية المنقولة للعالم بلغة انجليزية ولجمهور دولي غفير لا يعلم من الحقيقة إلا ما جاء في شاشتها، هذا ولون الدم ومشاهد العنف الذي سماها التقرير بالرسمي صبغته لغة التقرير على طرف واحد فقط بينما لم تنقل ما يحدث للطرف الآخر. فضلا عن تبرئة أو تخفيف اتهام ساحة المعارضين من قتل الشرطة ودهسهم والتمثيل بهم بطريقة العرض ولغته،أو حتى مقابلة من ثكلهم من أمهات كما قابلوا غيرهم في الفيلم لكي يعبر المشهد بحق عن الرأي والرأي الآخر المزعوم في “انجليزية” الجزيرة التي يظنها البعض تسمى دولية.

لقد خرجت بعض المشاهد التصويرية من سياقها وهي لعبة الإعلام وما تنقله الصورة في الإعلام أكبر وأخطر بكثير مما يلعبه النص لأنها تشكل الرأي العام وتثيره خصوصا إذا تعدت الصور الإخبارية إلى الصور القصصية التي تغذي بمونتاجها وترتيبها وفقا للنص المرسوم سلفا فكرة مسبقة لدى من يطرحها أو يوجهها توجيها معينا لسنا نعلم حقيقة من يقف وراءه… ولماذا.. وسر توقيته بعد التهدئة؟!
الشعب القطري والشعب البحريني بكل الفئات قلب في جسد واحد وقد فوجئا كما فوجيء البحرينيون بتوقيت الطرح خصوصا وإننا غارقون في العبادة والقيام والدعوة لأن يحفظ الله الأمة من الفتنة، بينما جاء بعض من صناع التقارير وسياساتها ممن يزرع الفتنة بين الشعبين والحكومتين بذريعة أن الجزيرة في قطر والفتنة أشد من القتل خصوصا في قضية ثورية شعبية تخص الأمن الوطني لدولة عربية خليجية شقيقة لم تأت إثارتها على مقاييس الإعلام الحق في حرية الطرح للصورتين والرأيين، بل جاءت إثارة النعرة الطائفية للفيلم واضحة في مطلعه واتضحت في أول جملة استهل بها محرر البرنامج الفيلم فكانت هدفا وجهت متن النص وخاتمته حيث لا تغفل على ذي لب. فتذكرت أول تتر لغوي نصت به الجزيرة في مستهل بثها في العقد الأول بنبرة أحد مذيعيها المجلجلة “نحنُ نصنعُ الخَبرْ”…. نعم طال عمركم… فالخبر حقا صناعة.

أضف تعليق