راصد

رسالة إلى بسيوني (2-2)

أستاذنا العزيز ، لا أريد أن أطيل عليكم ، فما في نفسي ولدى غيري من مئات الألوف على هذه الأرض ربما لاتسعه الأوراق ولاتكفيه الأحبار ونتمنى عليكم وعلى لجنتكم الموقرة أن تثبتوا الأضرار الاجتماعية والمعنوية التي أصابت المجتمع البحريني ، وأن توثقوا مقدار الشرخ في نسيجه وأن تشيروا بوضوح إلى المتسببين فيه . إننا لنأمل منكم أن تنتصروا للحق وأن يكون ماثلاً أمامكم بوضوح من هو المظلوم الحقيقي في تلك الأحداث المؤسفة التي عصفت ببلادي .

 كان استبشارنا بإنشاء لجنتكم الموقرة كبيراً وسعادتنا بوجودكم وأمثالكم من ذوي الخبرة والتخصص فيها مصدراً لسعادة غامرة تأملنا من خلالها ومن خلال تسمية اللجنة بـ ( تقصي الحقائق ) أن يكون مناط عملها ومجاله هو كشف الحقائق وإثبات الوقائع وبيان ما تعرضت له البحرين من تآمر خارجي وداخلي أراد سرقة البلاد وسلخها من سياقها الوطني والخليجي  . هناك كم ّكبير من المعلومات والبيانات المتدفقة عن حجم العبث والتآمر والتدخل والتواطىء وما حصل ، نحتاج أو نتوقع أن يكون دور لجنتكم – لجنة تقصي الحقائق – إثباتها أو نفيها وتفنيدها .

أستاذنا الفاضل ، بعد مرور حوالي شهرين على عمل لجنتكم بدت تنتابنا هواجس من أنها قد تحيد عما توقعناه وأردناه منها ، وأن عملها بدأ يتقلص عن الهدف الذي رسمناه في أذهاننا عنها ،  وصارت تتكلم أكثر ما تتكلم عن إطلاق سراح معتقلين وإعادة مفصولين ، رغم أن هذا شأن قانوني يُفترض أن يُترك أمره للقضاء  ، ورغم أن المدة المحددة لإنجاز اللجنة تقريرها وإعداد توصياتها لم تنته بعد ، وهنالك مخاوف متزايدة لدي وكثرة غالبة من المكوّن الرئيسي الآخر في وطني البحرين أن ينتهي عمل لجنتكم بتسجيل الأحداث التي مرّت على بلادي ضد مجهول وأن تكون الجرائم المرتكبة ، على فداحتها ؛ بلا جناة !

إننا نرى الضغوطات التي يتم ممارستها عليكم ونعرف الاتهامات التي يوجهونها لكم وندرك تماماً أن ذلك ابتزاز معروف يقوم على أمرين أساسيين : أولها اتهامكم بالانحياز. وثانيها البكاء على المظلومية حتى تنشغلوا بالدفاع عن حياديتكم ونزاهتكم ، وتتحركوا لأجل مظلومياتهم فيكون لدينا جريمة بلا جاني أو يتم نسبتها للمجهول أو العفو وتبرئة الفاعل . وإننا لنود أن نسجل أسفنا  لبوادر نعتبرها  كاستجابة من قبل لجنتكم لهذا الابتزاز ، فتصريحاتكم عن حيادية لجنتكم لا تتوقف وطلباتكم بإطلاق سراح معتقلين أو إعادة مفصولين وموقوفين تنبيء عن أن منهج ” ضربني وبكى ، سبقني واشتكى ” قد آتى أكله وثماره .

أستاذنا وضيفنا العزيز رئيس اللجنة الملكية لتقصي الحقائق : لا نحب أن يُظلم أحد ، لكن لا تظلموننا ..

سوانح :

1-   ماهي العلاقة بين تحجيم تجمع الوحدة الوطنية بتحويله إلى مجرّد جمعية بدلاً من ائتلاف أو جمعية الجمعيات ثم إقصاء تياري المنبر الإسلامي والأصالة منه ، وبين التصعيد الذي تقوم به جمعية الوفاق ورفاقها هذه الأيام ؟! ربما إضعاف تجمع الفاتح على هذا النحو هو السبب أو ضمن الأسباب .. .

2-   يُلاحظ أن جمعية تجمع الوحدة الوطنية يسقط من إعلاناتها كلمة ” جمعية ” ولاندري ما السبب في ذلك ؟

3-   أحدهم بعد أن قال كلمته المشهورة ” احنا تامّين وأنتو طالعين ” عاد ليتكلم ويكتب عن الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي واللحمة و… إلخ  .  والله عيب .

أضف تعليق