لا يمكن لأي أحد أن يعدّد الأيادي البيضاء الخيّرة على الوطن – وما أكثرها – فيغفل من هذا السجل عائلة كانو ، العائلة الكريمة المعطاءة التي لايُذكر اسمها إلاّ مقروناً بالبرّ والإحسان كسبق امتازت به وتنافست عليه تعبيراً عن إخلاصها وحبّها للإعمار في هذا الوطن الذي صار لعائلة كانو في كل منطقة من مناطقه معلماً وشاهداً على خيريتها وبذلها ومساهماتها ، وصارت بالفعل نموذجاً للعائلة التي من ّ الله عليها بالغنى واليسر فأبَت إلا أن تدفع بضريبة شكر النِعم وتحرص على تنميتها بصنائع المعروف التي ترونها وتشاهدونها في مجتمعنا ، سواء كانت جوامع ومساجد أو مراكز صحية أو ما شابهها من عطايا ومساعدات لاتنبع إلاّ من نفوس وأصول طيبة وزكية ، فلعلّ الله يبارك في هذا المال ويحسبه لأصحابه وليس عليهم ، وأن ينبّه المولى عز وجل بقية العائلات التي ربما تملك أكثر مما لدى عائلة كانو لكنها أبت أن تحتذي بها وبخلت على مجتمعها وناسها مما أفاء الله عليها من مالٍ وخير .
وفي منطقة المحرق، بالضبط في البسيتين يبرز أحد المعالم الكبيرة التي تكفلت هذه العائلة ( كانو) ببنائه وتشييده على نفقتها الخاصة إبراء لذمتها أمام الله وتطهيراً لأموالها حيث اختارت هذه المرّة أن تقدّم إسهاماً نوعياً متميزاً في مجتمعها ، كلفته تقارب الثلاثة ملايين دينار ، سوف يساعد مئات من المرضى الذين بات يضجّ بهم مستشفى السلمانية الطبي من كثرة أعدادهم وتزايدهم وكذلك تضاعف كلفة علاجهم في المكان الذي يضيق بهم ، وهم مرضى الكلى الذين لاتخفى على أحد طرق علاجهم ومعاناتهم من برنامج الغسيل الكلوي بمعدل ثلاثة أيام في الأسبوع .
المعلَم الذي أقصده هو مركز عبدالرحمن كانو لأمراض الكلى ، حيث تم وضع حجر أساسه في منتصف شهر أبريل 2008م ، وبالفعل تم الانتهاء من بنائه في أواخر عام 2009م لكنه للأسف الشديد لم يباشر نشاطه ويمارس دوره حتى الآن رغم الحاجة الماسّة إليه لتخفيف الضغط الحاصل على مستشفى السلمانية الطبي من قبل مرضى الفشل الكلوي . ولاندري ماهو سبب هذا التأخير في افتتاحه وتركه جاهزاً لأكثر من عام من دون الاستفادة من تشغيله مع وجود الحاجة إليه !