راصد

مشروعاتنا بين التنفيذ و( البهرجة )

بتاريخ 3 نوفمبر 2009م صدر أمر ملكي سامي بإنشاء ساحل في قلالي على امتداد حوالي (2) كيلومتر وعرض (50) متراً في المنطقة الممتدة من جزر أمواج والمشروع الإسكاني المقترح شرقي الحد .  فرح الأهالي بذلك واستبشروا خيراً خاصة بعدما تراجعت العلاقة الحميمية بين أهالي المحرق عموماً وأهالي قلالي خاصة وبين البحر بعدما قضت عمليات الدفان الواسعة على علاقة الجوار بينهم وأساءت إلى تلك العلاقة القديمة الدافئة بين ( ناس ) المحرق وبحرها .

كالعادة صاحب هذا الإعلان عن المكرمة السامية عدد من التصريحات من هنا وهناك ، تبارك وتهنيء ، وكذلك تصريحات تمنّي وتقطع للأهالي مواعيد بتنفيذ هذا الساحل قريباً وبدء إجراءات وضعه على أرض الواقع .

ثم مضى الأهالي في انتظار تنفيذ هذه المكرمة وجعلها أمام أعينهم رأي العين وليس أمام الصحف ووسائل الإعلام . انقضى عام 2009 ثم تبعه عام 2010 فانصرم أيضاً دون أن يرى هذا الساحل بصيص النور حتى فكّر الأهالي أنّه قد تم أكله وعليهم نسيانه .

       غير أننا تفاجأنا يوم الثلاثاء الماضي 13 سبتمبر 2011م بإقامة احتفالية لوضع حجر أساس هذا الساحل . أي بعد مضي سنتين من الأمر بإنشائه نأتي للتوّ لوضع حجر أساسه !! بينما كانت بضع أشهر من فترة هاتين السنتين كفيلة وكافية لإقامة حفل افتتاحه وليس وضع حجر أساسه لولا أن كثرة من مشروعاتنا الخدمية والمرفقية بات هذا مصيرها وطبيعة طريقة تنفيذها وتأخيرها و- الأغرب – اهتمامها الزائد والمبالغ فيه بالـ ( البهرجة ) الإعلامية والكاميرات والأضواء حتى – ربما – صار ( رزّة وبشوت ) الاحتفال بالمشروع أهم وأولى من تنفيذه ..

على العموم نأمل ألاّ تعود مسألة تنفيذ هذا الساحل بعد ( احتفالية ) وضع حجر أساسه إلى البيات والسكون مرّة أخرى ، نعدّ عليها الأشهر والسنين ، ويكفي أننا احتفلنا وصوّرنا وفقط . وألاّ يكون مصيره كمصير حديقة المحرق الكبرى التي جرى الاحتفال في عام 2007م بتوقيع اتفاقية تطويرها ثم بعد مضي عامين أي في 2009م جرت احتفالية وضع حجر أساسها لكنها – الحديقة – الآن في عام 2011م  لم تر النور ، ولازالت في طور المجهول ، وعلى الواقع أشبه بالخرابة الكبيرة !!

 سانحة :

وتبعاً لما سبق ؛ ليس من الصحّة استمرار إغراق الصحف ووسائل الإعلام بأخبار وتصريحات عن مشروعات ومدن إسكانية على هذا النحو المكثف بينما الإنجاز على الأرض لايتناسب مع الكمّ الكبير من هذه التصريحات ، وهذا ما اكتشفناه على مدار السنوات القليلة الماضية . والأفضل أن ننجز أولاً ثم نصرّح ونتكلّم ونحتفل وليس نحتفل ونتكلّم ونصرّح قبل أن ننجز .. جرّبوا التغيير في السياسة الإعلامية في سائر مشروعاتنا الخدمية والمرفقية ، لاسيما الإسكان ، فقد صارت – هذه السياسة – مدعاة للملل والسأم وعدم الاهتمام بها . وليكن شعار المرحلة القادمة ( لنعمل بصمت ، ونؤجل الاحتفال والكلام بعد الإنجاز ) .

أضف تعليق