راصد

شريط الجامعة .. مدعاة للقلق والخوف

غالب الظن أن شريط التسجيل الذي انتشر هذه الأيام بصورة كبيرة عن حادثة اعتداء بشع ووحشي على طالب في جامعة البحرين بتاريخ 13 مارس 2011م ؛ قد كشف عن أخطاء ومخاوف كثيرة لا يستطيع أحد تجاوزها أو إخفاؤها . ولعلّ أوّل وأكبر الأخطاء هو التوقيت المتأخر لنشر هذا الشريط الذي يعبّر عن مقدار هذه السلمية المزعومة للمعارضة التي قالوا عنها ( أبهرت العالم بسلميّتها ) ! خاصة وأن هذا الشريط لا يحتمل الاتهام بالفبركة ويتضمن إدانة لا لبس فيها – على الأقل – لانحراف تلك المسيرات والمظاهرات عن أهدافها ومطالبها المعلنة . وثاني هذه الأخطاء أن تحقيقاً أمنياً لم يُفتح في هذه الحادثة الوحشية حتى الآن ، بعد مرور ما يزيد عن خمسة أشهر على وقوعها ، رغم وجود شكوى من المعتدى عليه – حسبما صرّح هو نفسه –  ورغم وجود هذا الشريط المسجل عن الحادثة بكل هذا الوضوح !

كل الخوف هو أن هنالك تسجيلات لحوادث اعتداءات مشابهة أخرى ، هي في طي الكتمان أو النسيان وضياع حقوق وطن ومواطنين ، ولا يمكن القبول بأنها تحتاج لأن يُقام لها أو لكل واحد منها تجمّع للوحدة الوطنية فتتحرّك حينئذ الجهات المسؤولة من أجل التحقيق فيها مثلما حدث إزاء هذا التسجيل .

غير أنه لا يخفى على أحد مقدار الفزع والهلع الذي انتاب أولياء الأمور وعموم المجتمع من فداحة ووحشية هذا الاعتداء الدامي وتنامي خوفهم على أبنائهم وفلذات أكبادهم بعدما شاهدوه في شريط مسجّل ( ولم يسمعوا به ) وهم عماّ قريب سيكونون في ذات مكان هذه الجريمة ، حرم جامعة البحرين الذي سالت فيه الدماء على هذا النحو المبين في التسجيل المنتشر هذه الأيام ، ولا يحتمل الطعن في صدقيّته أو تبريره تحت أي ادعاء ، ويفضح سلميّة زعموها لم تصمد ، ولم يستطيعوا إثباتها حتى الآن .

ولذلك على إدارة الجامعة أن تتعامل مع هذه المخاوف لدى الآباء والأمهات بكل جدّية وحزم ومسؤولية وأن يبثوا روح الطمأنينة والثقة في إجراءات أمن الجامعة وسلامة الطلبة والحيلولة دون السماح بتكرار مثل هذا الحوادث ، فما رأوه في هذا التسجيل مدعاة للرعب وسبب مشروع للخوف ، وللصورة الحيّة المنشورة تأثيراً أكبر من الكلام المنقول .

سانحة :

من يفقد احترامه لنفسه لا يستطيع أن يفرض احترام الناس له ، مهما فعل ، ولو تبوأ أرقى المناصب أو أنفق أموال الدنيا . فالإنسان يحصل على الاحترام بالاكتساب وليس بطلبه أو تسوّله .

أضف تعليق