راصد

الشيطان الأكبر

أو ( الشيتان الأكبر ) بحسب لهجة القادة الإيرانيين الذين لاتكاد تخلو خطاباتهم من هذه اللفظة حينما يتحدثون عن أمريكا ، بحيث أن كلمة ( الشيطان الأكبر ) صارت بمثابة ماركة إيرانية خالصة وخاصة لا يستحون في طهران من الاستمرار في استخدامها وتردادها بالرغم من الكمّ الفضائحي الكبير الذي يتكشف بلا توقف عن مقدار التعاون والتنسيق والعلاقة الحميمية بين إيران وهذا الذي يسمونه ( الشيطان الأكبر ) . ولعلّ آخرها إفراج إيران في نهاية الأسبوع الماضي بكل حبّ وود عن جاسوسين لهذا الشيطان ، هما الأمريكيين شين باور وجوش فتال المحتجزين لديها ! رئيس المجلس القومي الأمريكي الإيراني “تريتا بارسي” الذي يُعد أحد الخبراء في السياسة الخارجية الأمريكية أصدر كتاباً قيماً كان عنوانه ” التحالف الغادر: التعاملات السريّة بين إسرائيل وإيران والولايات المتّحدة الأمريكية ” أشار فيه ضمن الفضائح الموثقة فيه أنّ اللوبي الصهيوني في أمريكا كان من أوائل الذين نصحوا الإدارة الأمريكية في بداية الثمانينيات بأن لا تأخذ التصريحات والشعارات الإيرانية المرفوعة بعين الاعتبار لأنها ظاهرة صوتية لا تأثير لها في السياسة الإيرانية ” بمعنى أن الماركة الإيرانية ( الشيطان الأكبر ) هو في سياق هذه الظاهرة الصوتية التي جاءت ضمن الفضائح المنشورة في كتاب ” التحالف الغادر ” . لاغضاضة أن نكرر ونكرر أن العراق وأفغانستان قد سلمتهما إيران لأمريكا التي تسميها (الشيطان أو الشيتان الأكبر ) ، وهذا الأمر ليس من كتاب ” التحالف الغادر ” “تريتا بارسي” وإنما خرج من أفواه قادة إيرانيين ( ملالي ) يحتلون مراتب متقدمة في هرم نظام الحكم الإيراني ، أحدهما هو الرئيس الإيراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني الذي صرّح لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية بتاريخ 9/2/2002 ” إن القوات الإيرانية قاتلت طالبان، وساهمت في دحرها، وأنه لو لم تساعد قواتهم في قتال طالبان لغرق الأمريكيون في المستنقع الأفغاني ” . وهاهو السيد محمد على أبطحي نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية والبرلمانية يقول في تصريح مشهور جداً في ختام أعمال مؤتمر الخليج وتحديات المستقبل الذي نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبو ظبي بتاريخ 15/1/2004 ” أن بلاده قدّمت الكثير من العوْن للأمريكيين في حربيهم ضد أفغانستان والعراق” ومؤكدًا أنه ” لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة” . لاشك أنه شيء مضحك أن توصف أمريكا في الخطاب الإيراني على الدوام بـ ( الشيتان الأكبر ) ويتحالفون معه ويسلّمونه – رغم ذلك – أفغانستان والعراق ؛ ياترى ماذا سيقدمون للأمريكان لو كان وصفهم في خطابهم بـ ( الملاك الأكبر ) ؟! وعلى العموم يجب أن نقرأ ما ورد في خطاب أوباما عن البحرين في إطار هذا التحالف الغادر بين إيران و (الشيطان أو الشيتان الأكبر ) . سوانح : • مخاطرة مسؤول كبير يتولى رئاسة وزراء دولة بأن يزور مجمع تجاري ( سيتي سنتر ) مباشرة بعدما جرت فيه أعمال ترويع وفوضى ، يطمئن بنفسه على حال المواطنين والمقيمين المتواجدين فيه ؛ يثبت أن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان عند البحرينيين أكثر من كونه رئيس وزراء فقط ، وإنما مكانته عندهم كالأب والراعي الذي زيارته الكريمة آنذاك كانت مصدراً لفرحهم واطمئنانهم . • استمع المخرّبون ومن ورائهم أثناء حادث سيتي سنتر إلى رد بحريني وخليجي مشترك دوّى صوته في أرجاء المجمع ، لعلهم يفهمون منه أن البحرين ليست وحدها ، وأن لها عمق وبعد خليجي استراتيجي لا ينبغي إغفاله أو القفز عليه . • عذراً للعائلات الخليجية والعربية والأجنبية التي كانت في مجمع سيتي سنتر على ماحصل وستظل البحرين ( ديرتكم وملفاكم ) وحمداً لله على سلامة الزميلين العزيزين محمد العرب وفهد سعود . • لم نسمع في ثورات الربيع العربي أن نقلت احتجاجاتها وتظاهراتها إلى الجامعات والمدارس والمستشفيات والمجمعات التجارية !!

أضف تعليق