نافذة الجمعة

حبوب البندول

تُسمى بالإنجليزية( Panadol)  وهو اسم تجاري للـ (باراسيتامول) ويستعمل كخافض حرارة ومسكن ألم . يوجد منه ثلاثة أشكال : البسيط plain ، والسريع rapid ، والزائد extra.. وهو دواء قديم صرحت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)  باستعماله منذ عام 1950م أي منذ حوالي (60) عاماً.

ونظراً لانتشاره والثقة التي نالها من عموم الناس ومعهم الأطباء فقد ظهرت للـ (بندول) عدّة أشكال مثل الأقراص والأقراص المكسوة وأقراص المضغ ومحلول سائل، وتحاميل ، وشراب للأطفال.

أمّا ميكانيكية عمل (البندول) فإنها لازالت غير معروفة رغم قِدم هذا الدواء وشيوع استعماله ، ولكن من عمله الثابت علمياً أنه يساعد على خفض حرارة الجسم وتسكين الألم ، لكنه في الحالات الشديدة أو المستعصية يبقى ذا أثر مؤقت ، لايحلّ مكان الدواء الحقيقي أو المضاد الحيوي الفعّال .

 واشتهر (البندول) عندنا أنه كلّما أحسّ أحدنا بـ ) شويّة ) صداع أو ارتفاع في الحرارة أخذ حبّة أو حبّتين (بندول) ، بحسب الألم . كما أفرط الأطباء في وصفه لكل عارض أو طاريء مرضي ، حتى أنه صار أحياناً  أمراً لازماً  ومرافقاً للوصفات الطبية ، لايكاد يخلو اسمه من التربع على عرشها ، ولا يحلو الدواء بدونه.

ومن أغرب – وربما أطرف – ماقرأته عن هذا الـ ( البندول ) أن بعض المطاعم خصوصاً بالدول المجاورة تلجأ لاستخدامه في تسوية بعض الوجبات الغذائية لما تم اكتشافه فيه من قدرات على تسريع إنضاج اللحوم ، الأمر الذي ساعد هذه المطاعم على الوفاء بالتزاماتها تجاه زبائنها وعدم تأخيرهم أو الإضرار بأوقاتهم وبالتالي المساس بمصالح أصحاب المطاعم أو التأثير في ربحيتها واستمرارها ، رغم أنه تم الكشف فيما بعد أن السرعة التي يحققها هذا الـ ( البندول ) للطبخات ناتج عن مهارته في تكسير الدهون والبروتين ، وهي عمليات تؤدي – للأسف الشديد – إلى سرطنة الطعام !!

غير أنه بالرغم من ذلك فإن الجرعات الزائدة من ( البندول ) لها آثار جانبية خطيرة ، وقد تكون مميتة ، وقد أسهب الطب في ذكرها ، وزيارة واحدة لأي محرّك بحث طبي أو    Google)) تعدّد لك هذه الأخطار والمضاعفات المترتبة على الإفراط في استخدام ( البندول ) . ومن ذلك ، مثلاً : انخفاض عدد الصفائح الدموية ، وهبوط غير طبيعي لجميع أنواع كريات الدم ، أنيميا ، هبوط في مستوى السكر في الدم ، التهاب البنكرياس ، تسمم الكلى ، تسمم الكبد أو تليفها . طفح جلدي ، التهاب رئوي ، نزيف معوي ، وتحسّس دوائي .

ولعلّ النمط السائد في استخداماتنا للـ ( البندول ) قد انتقل ليُصبح ممارسة عامة نواجه بها أشكالاً شتى من القضايا والمسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية وما شابهها ، تخفض الحرارة وتسكّن الألم و( ترقّع ) الأزمة لكنها لاتعالجها ، ولاتستأصل جذور المرض ولا تقضي على أسباب الداء . بل نفرط ونفرط فيها حتى تستعصي مضاعفاتها على الجرّاح ولا يكون لها من دواء ناجع سوى المزيد من التسكين والترقيع بـحبوب ( البندول ) الذي يزيد الخرق اتساعاً ويصعب رتقه في المستقبل.

أضف تعليق