راصد

شراكة لا تنفضّ أبداً

 ابتداء ؛ لست طائفياً ولا أرضى بأن يحسبني أحد ضمن النافخين فيها  ، وأرجو ألا يفهم أحد مقالتي على غير ما أردت ، فما ستقرأونه فيها ليس سراً أو مجهولاً ، بل كان معروفاً ومتداولاً . وقد دفعني للبوح به هو التجمع الرائع للوحدة الوطنية الذي أذهلني مثلما استأثر واستحوذ على مساحات كبيرة من الإعجاب والاستغراب حدوثه في مساء يوم الأثنين الماضي عند جامع الفاتح  بحيث فاقت أعداد المشاركين فيه حسب أقل الإحصائيات والمصادر الإخبارية  (200) ألف شخص غالبهم من المنتمين للطائفة السنية ، وهو الأمر الذي يكاد يُجمع المراقبون أنه الأول من نوعه وربما الأكثر تأثيراً في الحالة الزمنية التي نعيش أوانها . وأعتقد أنه لم يكن متوقعاً حدوثه لولا أنه صدق عليه المثل القائل : ” ربّ ضارّة نافعة ” .

ففي سالف الزمان والأيام اعتاد كثرة ممن خرجوا في تجمع الفاتح يوم الأثنين الماضي أن يبقوا في الظل  أو ضمن الفئة الصامتة أو أن يبقوا غافلين عن ضرورة أن يكون للمواطن دور فاعل في بناء وطنه وتنميته عن طريق الإسهام في برامج التحديث المختلفة ، ومواكبة الحياة السياسية الجديدة التي دشنها جلالة الملك المفدى من خلال مشروعه الإصلاحي وما ترتب عليه من حراك مجتمعي وسياسي لا تخطئه عيون المراقبين كما لاتخطيء ذات العيون مقارنة  مقدار وحجم هذا التفاعل والحراك بين أبناء – اسمحوا لي – الطائفتين السنية والشيعية.

كان هذا البعض ليس في قاموسه ما ينبيء عن مطالبات وأمنيات كبرى ، وقد يكفيه من متابعة التغيرات والتفاعل معها بضع مظاهر شكلية ، وقد يندب حظه ويشكو حاجته ،  لكن بصوت خفيض خففت من حدته أنواع شتى من أسباب الفرقة أو الأنانية أو اللامبالاة حتى غدا ذلك شبه صفة لازمة زاد – أيضاً – من تراكمها قلّة الشخصيات القيادية في أبناء هذه الطائفة ممن يُعوّل عليهم حمل نبض شارعهم وطموحاته ويعبّرون بصدق عن مشاكله وقضاياه وهمومه !

وكان يتصور هذا البعض أن التطورات والإصلاحات الحاصلة في مملكتنا العزيزة لا دخل لهم في تطويرها أو رسم حتى بعض تفصيلاتها أو تعديلاتها ، وبالتالي هم في غنى حتى عن تتبع ألوانها وأطيافها ، وتبعاً لذلك لا يهمه إن شارك فيها أو قاطعها ، ولا يعنيه أن يكون أداة دعم وبناء لها أو معول هدم لها وتدمير بإعراضه عنها وعدم تفاعله معها حتى صارت مسألة إحجام أعداد كبيرة منهم عن المشاركة في الانتخابات الأخيرة أمراً لافتاً .

بالطبع يمكن بسط مثل هذه المقارنات في أمور شتى بين أبناء الطائفتين ، في المدارس كما الجامعات كما الأعمال كما الجمعيات كما المساجد والمنابر وغيرها من النواحي التي آن لهذا الشارع أن يلملم شمله ويخرج عن سلبيته ويعلن وجوده وحراكه وحيويته وتفاعله مع حاضر البلاد ومستقبلها . فالانتماء الوطني ليس حالة ترفيه أو أغنية أو ادعاءً يدعيه الإنسان وإنما هو التزام ومسؤولية ،  يشعر بمقتضاها المواطن (سنّي وشيعي )  بقيمته وأهميته وفاعليته في منظومة هذا الوطن ، مهما صغر شأنه أو كبر . لابد أن يشعر المواطن بمعنى وجوده على أرض وطنه وسيره على تربته واستفادته من معالمه ومرافقه وسائر مكتسباته ، وأنه شريك في امتلاكها واستعمالها والمحافظة عليها ، شراكة لا تنفض أبداً ، وشراكة لا تتقاطع بين فئة وأخرى ، وشراكة لاتضرّ بأمنه واستقراره ، ولاتهدّد حاضره ومستقبله . ولعلّ تجمع الوحدة الوطنية إنما هو بداية صحوة وطنية مشرقة نأمل أن تتكاتف فيها ومن خلالها جهود حلّ هذه الأزمة الطارئة وثقتنا كبيرة في العلماء والحكماء والعقلاء والمخلصين من السنّة والشيعة في أنهم قادرون على حفظ اللحمة والوحدة الوطنية وتجاوز ما قد يهدّد سلامتها من أي استقطاب طائفي بغيض أو يخدش ما بينهما من تاريخ متأصل في التعايش على هذه الأرض الطيبة ، جمعت رجالها ونساءها وأطفالها على طول فترة حياتنا وحياة أجدادنا وآبائنا ( الله لايغيّر علينا ) .

 

مفاجأة :

بينما يترقب الجميع إدخال مكرمة الألف دينار في حساباتهم ، ويتناقلون الإشاعات بينهم بأن بعض البنوك أدخلتها وبعض الأشخاص استلموها ؛ تفاجأنا وزارة التنمية الاجتماعية بأنه لن يتم تحويل المكرمة الملكية إلاّ بعد إقرار الميزانية !

سانحة :

قال الخليفة عمر بن عبدالعزيز عن في اختيار البطانة وسدّ أبواب الشر  :

 من أراد أن يصحبنا فليصحبنا بخمس :

–         يوصل لنا حاجة من لاتصل  لنا حاجته .

–         ويدلّنا على العدل إذا لم نهتد إليه .

–         ويكون عوناً لنا على الحق .

–         ويؤدي الأمانة إلينا وإلى الناس .

–         ولا يغتب عندنا أحد .

فمن لم يفعل فهو في حرج من صحبتنا والدخول علينا .

 

 

رأي واحد على “شراكة لا تنفضّ أبداً

  1. أولا قالو 300 ألف
    ثانيا بالأدله والأرقام والحسابات ماااااااا يصير يا عالم لا 200 ولا 300 الف في هذا الزرنوق
    تتمسخرون على من بهذي الارقام
    الاعلام الاجنبي يتطنز عليكم وانتو مثل ما يقولون يكذب الكذبة ويصدقها ؟؟؟!!!

    إعجاب

اترك رداً على um faris إلغاء الرد