كثيرون الذين يستحقون منّا اليوم أن نسدي لهم شكرنا وتقديرنا وندعو لهم المولى عز وجل أن يبارك في جهودهم وإخلاصهم وعطائهم لأجل وطنهم وأن يجزيهم خير الجزاء على صدق مشاعرهم تجاه بلدهم ووقفتهم المشرّفة في الذود عن حياضه من مختلف مواقعهم ، صغُرت أم كبُرت . فالأوطان عند حلول الأخطار والمحن تحتاج إلى كل جهد ، قليله مثل كثيره لاسيما إذا ارتبط بصدق طويّة ونبْل نية.
الأزمة التي حلّت بوطننا العزيز أسقطت أقنعة ، ما كان لها أن تسقط ، ولم يكن في وارد التوقعات أن يكون جزاء البحرين منها أو ردّ الجميل لمن اختارها وعيّنها وأغدَق عليها و( رزّها ) على هذا النحو المشين . لكن في ذات الوقت كشفت الأزمة عن معادن أصيلة وطيبة لم يكن ضمن اهتماماتها حب الظهور أو التسلّق والنفاق ، لم يظهرها أو يكشف أصالتها إلاّ حبها لوطنها وولائها لقيادتها .
قد يعجز الشكر عن حصر من يستحقونه لأنهم كُثر ، ولله الحمد على أرض البحرين ، على المستوى الرسمي أو الأهلي لكنني أردت اليوم أن أخصّ بالثناء معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية وجنود وزارته البواسل الذين أداروا الدبلوماسية البحرينية خلال الأسابيع القليلة الماضية بكل اقتدار وتحمّل لمسؤولياتهم الوطنية والتاريخية في خارج البحرين على أكمل وجه بصورة ربما لا تختلف عن دور جنودنا ورجال الأمن الساهرين على حفظ النظام والأمان في الداخل إلاّ فيما يحمله الطرفان من عتاد وسلاح .
إن مقدار الدعم الذي حظيت به البحرين من مختلف دول العالم لطريقة تعاملها مع الأحداث التي شهدتها وتأييد هذه الدول لسائر الخطوات التي اتخذتها القيادة الرشيدة بما فيها الاستعانة بقوات درع الجزيرة ضمن منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومعاهداته ينم عن حجم العمل والإنجاز الذي كانت تقوم به وزارة الخارجية في السابق وقامت به أيضاً في هذه الأسابيع القليلة الماضية من جهد مضنٍ تستحقه البحرين خاصة في ظل الظروف المحيطة والمتغيرات الراهنة ، ويستحق وزيرها ورجاله أن نرفع لهم العقال كتحية تقدير وشكر .
الإعلام الخارجي :
وتبعاً لذلك ، فإنه أيضاً من هؤلاء المخلصين الكُثر الذين ( فزعوا لديرتهم ) الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة مدير عام الإعلام الخارجي وموظفيه الذين نعتقد أن فترة عملهم اليومية مؤخراً زادت على الـ ( 24) ساعة إنجاز وعطاء . الأحداث التي مرت علينا فاقت كل المؤشرات والتوقعات ، وساندتها وسائل إعلام وصحف وقنوات فضائية موتورة ومؤدلجة وموجهة ومدعومة بإمكانيات مالية وبشرية كبيرة ، ولأنها تسعى للإثارة والفتنة فقد استأثرت على الاهتمام والأضواء لكن في المقابل هنالك جهود إعلامية ضخمة تُبذل ، تقوم على رصد وجمع وبث وتوثيق ونشر المعلومات والبيانات والصور ، وهي مهمة ليست بالسهلة خاصة في ظل كل هذه الظروف والمعطيات والتطورات المتسارعة لولا أن المولى عز وجل حفظنا بحفظه وهيأ لوطننا رجالاً مخلصين وشرفاء في مجال الإعلام أمثال الشيخ عبدالله و( جماعته ) ممن لا يزيدهم إطراءنا شيئاً سوى أنه من حقّهم علينا أن نقول لهم بأعلى صوتنا .. شكراً لكم .
سـانحة :
وردة جميلة نهديها لرجال الأمن وجنوده ؛ وهي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” رباط يوم في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها ” .
الله يقويهم ويحفظ جنودنا وكتابنا ويحفظك يا رب
إعجابإعجاب