اللهم إنا نحمدك ونشكرك على ما أسبغته علينا من نعمة الأمن والأمان وإنقاذ وطننا وأرواحنا وأعراضنا وأموالنا من خطر داهمنا وأفزعنا وبث الخوف والهلع فينا ، وانقطع الرجاء حينذاك إلاّ من عظمتك وحكمتك ولطفك . فلك الحمد كثيراً كثيراً .
في زحمة الفرح والارتياح بالعودة إلى حياتنا الطبيعية واستتباب الأمن ؛ قد نحيل كل ذلك إلى جهود وأسباب بشرية ونغفل عن سنن وأسباب المولى عز وجل الذي هو منتهى الأمل والرجاء ، وهو الذي منّ علينا بإعادة الأمن وحوّل خوفنا طمأنينة ، فهو الأول والآخر ، القادر على كل شيء .
قد نغفل أو لا يكون في وارد فكر أو اهتمام البعض أن الأمن نعمة من الله ربط سبحانه وتعالى وجودها بطاعته والامتثال لأوامره مثلما ربط زوالها بالمعاصي والذنوب ، وقد لا يخطر ببالنا أن اهتزازها ( نعمة الأمن والأمان ) قد يكون فيها اختباراً أو تنبيهاً من الخالق عز وجل بضرورة العودة إلى الله وترك ما يغضب ربنا خاصة مما زاد وفاض وغاض خلال السنوات القليلة الماضية في بلادنا وآذى الغيارى والمخلصين وشوّه سمعة البحرين من صور انحلال وفساد وانتشار ممارسة الرذيلة والدعارة وتعاطي المسكرات بشكل يدعونا الآن بعد اجتياز وطننا وقيادتنا الرشيدة لهذه المحنة الصعبة إلى وضع حدّ لها ، وقد تجرّدنا خلال هذه الأحداث من ذنوبنا وازداد قربنا إلى ربّ العالمين ولجأنا إلى الدعاء إليه ، ليس في مساجدنا وجوامعنا فحسب ، بل حتى من إذاعاتنا وفضائيتنا التي عادت خلال الأزمة عوداً حميداً إلى القرآن الكريم وبثت الأدعية الجميلة والأناشيد على غير السابق من عهدها ، وترفعت هي والعديد من مؤسسات الإعلام والثقافة عما كان يغضب ربّ العالمين ومجاهرته بالعداء في برامج الإسفاف والابتذال وكلنا أمل في ثباتها وعدم انتكاستها .
وألا ننسى فضل الله علينا وحفظه لنا بعد لجوئنا إلى قدرته ورحمته فينطبق علينا قوله تعالى : ” وإذا مسّ الإنسان الضرّ دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً ، فلما كشفنا عنه ضرّه مرّ كأن لم يدعنا إلى ضرّ مسّه ” وقوله تعالى : ” وإذا مسّ الإنسان ضُرّ دعا ربّه منيباً إلَيه ، ثمّ إذا خوّله نعمة منه نسي ما كَان يدعو إلَيه من قبل” فلا ننسى ربنا بعد إذ نجّانا . ولعلّ من مستلزمات شكره منع ما يجلب غضبه وعدم توفيقه لنا مما يعرفه الجميع ويدعو الكثرة الغالبة من شعب البحرين إلى بتره وقطعه اليوم قبل الغد .
– ســانحة :
لا أفضل من هذا الوقت لأن نحمد الله ونشكره . ونذعن لأوامر ربّنا وننصاع لنواهيه ونطهّر وطننا العزيز من دواعي غضبه ونمنع سائر مظاهر الفجور والانحلال والنخاسة . وتذكروا قوله تعالى : ” فليعبدوا ربّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوع ٍ وآمنهم من خوف ” .