نافذة الجمعة

زيادة الرواتب والمسؤولية الاجتماعية

المسؤولية الاجتماعية للشركات والمؤسسات الخاصة ، إطار عام وفلسفة جديدة يجري تطبيقها على أرض الواقع في مختلف دول العالم ، بل أصبح ضمن مؤشرات نجاحات وإنجازات تلك المؤسسات والشركات بحيث لم تعد مسألة تقييمها معتمدة على مقدار ربحيتها فحسب وإنما صار قربها أو بعدها عن المجتمع وقضاياه معياراً هاماً في قياس أدائها وتفوّقها .

وتبعاً لذلك ؛ لم تعد هذه الشركات بمعزل عن هموم الناس وتطلعاتهم وبيئتهم ، بل صارت شريكاً فاعلاً وأساسياً فيما يدور من حولهم في المجتمع ، لها آثار وبصمات واضحة في محيطها تعود بالنفع والفائدة على مختلف مكونات البيئة القريبة منها . ولذلك من الخطأ أن تبقى مؤسسات القطاع الخاص عندنا معزولة في تطبيقها لهذا المفهوم أو القيمة المجتمعية بالرغم من أنها أصبحت واسعة الانتشار عالمياً وتحظى باهتمام ومتابعة بالغة للأدوار والنتائج المترتبة على الممارسة الحقيقية للمسؤولية الاجتماعية .

ولا أعني من ذلك هذه ( البضع ) مساهمات متواضعة ، من رعاية مباراة أو سباق هنا أو هناك أو ما شابهها من مناسبات متفرقة تطلع علينا بين حين وآخر ، تمثل هي بالتأكيد الحدّ الأدنى والأقل من المطلوب ، ويمكننا تصنيفها كنوع من الفتات أو ” الفضل ” لا يتناسب مع حجم الأرباح التي تحققها ولا يستقيم مع الدور المتنامي المفترض لبعض الشركات والمؤسسات والبنوك الكبيرة في خدمة مجتمعاتها ومساهماتها المتوقعة في تنميته ونهضته ، والأثر اللازم عليها أن تُحدثه من مشروعات تعليمية وصحية وإنسانية واجتماعية وليس مجرّد دعاية أو رعاية أو ” قعقعة ” وبهرجة إعلامية يزول أثرها بانتهاء أضواء الكاميرات.

في هذا الصدد ؛ فإن زيادة الرواتب التي قررتها الدولة لموظفيها المدنيين والعسكريين يجب أن تأخذ طريقها أيضاً لموظفي الشركات والمؤسسات ، خاصة الكبيرة منها انطلاقاً من مسؤولياتها الاجتماعية ، فليست الحكومة وحدها المسؤولة والمطالبة بتحسين أجور موظفي القطاع الخاص بينما مؤسسات هذا القطاع لاتعبأ بدورها ولاتتحرّك تجاه موظفيها ولاتعنيها المفاهيم الحديثة للإدارة بالمسؤولية الاجتماعية وأثرها على العطاء وزيادة الإنتاج وجودته .

وقد عرّف مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة المسؤولية الاجتماعية على أنها ” الالتزام المستمر من قبل شركات الأعمال بالتصرف أخلاقيا والمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والعمل على تحسين نوعية الظروف المعيشية للقوى العاملة وعائلاتهم، والمجتمع المحلي والمجتمع ” .

سـانحة :

من الجميل جداً أن نحمد الله في هذا الشهر المبارك ، ونتذكّر فضله سبحانه وتعالى علينا وحفظه لبلادنا وأمننا واستقرارنا بعد لجوئنا إلى قدرته ورحمته ، لكن الأهم أن نتدبّر قوله تعالى ” وإذا مسّ الإنسان الضرّ دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً ، فلمّا كشفنا عنه ضرّه مرّ كأن لم يدعنا إلى ضرّ مسّه ” .

أضف تعليق