راصد

عن انفلونزا الخنازير !

أرى أنه من الأفضل لوزارة الصحة أن تخرج عن حدود صمتها وتضع حدّاً للأقاويل أو الشائعات التي باتت بالفعل تقضّ مضاجع كثرة من المواطنين والمقيمين حول عودة مرض انفلونزا الخنازير وبدء – ربما – انتشاره ، والبعض صار يتكلّم عن عدد من حالات وفيات ناتجة عن هذا المرض ، يقولون ثلاث أو أربع أو ما إلى ذلك مما سيبقى مفتوحاً للزيادة والنقصان وإضافة ( الملح أو السكّر ) طالما أن المعلومات والبيانات الرسمية لازالت غائبة أو في طور التردّد وربما ذات الارتباك الذي حصل قبل سنوات قليلة عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية رفعها درجة طواريء عالية جداً تحذيراً وخوفاً واستعداداً لمرض انفلونزا الخنازير بينما كان عندنا الحديث عن احتياطات وتطعيمات سوف يجري استكمالها !

مصدر القلق والخوف هو أن هذا المرض بدأ الحديث عن ظهوره بالفعل في بعض الدول مثل الهند التي أشارت التقارير إلى وفاة أكثر من تسعين شخصاً منذ بداية العام الحالي 2013م بسبب انفلونزا الخنازير ، أي خلال شهر ونصف . وبالطبع لاداعي لأن تعرف وزارة الصحة وبقية الجهات المسؤولة حجم العلاقات والتواصل البشري بين البحرين والهند ، وعدد رحلات القادمين منها والمغادرين إليها .

وحتى نقف على درجة الجاهزية أبين للقراء الكرام أني ذهبت في مساء يوم الأحد الماضي إلى المركز الصحي الكبير في مدينة الحد ، الذي تطوّع ببنائه أحد بنوكنا الوطنية . في مدخل المركز رأيت الممرضات والعاملين وقد ارتدوا الكمّامات بما يشبه تلك الحالة من الجاهزية والاحتياطية التي رأيناها في تلك الأيام قبل سنوات قليلة إبّان ظهور مرض انفلونزا الخنازير في البلاد . المهم وجدت طاولة عند المدخل عليها إحدى الممرضات وورائها ( لافتة ) عن أعراض الانفلونزا  ، أخبرتها بأني أعاني من صداع وزكام وارتفاع درجة الحرارة . أرادت قياس الحرارة فاكتشفت بعد عدّة محاولات أن الترمومتر لايعمل أو به خلل !!

ثم أخذت رقماً لأنتظر دوري لتسجيل ابني على الدخول للطبيب ، على منضدة التسجيل سألتهم عن التطعيم ضد الانفلونزا فأخبروني بأنه غير موجود وليس لديهم علم بموعد توفره ، وأنه يمكن تسجيل الأسماء في غرفة التصنيف وترك أرقام الاتصال للاستدعاء عند وصول التطعيم ، وأترك لكم تقدير حجم الاستعداد والجاهزية في ظل كلام وشائعات متزايدة عن وجود المرض في البحرين ، بل ووفيات ناشئة عنه .

لم تنته زيارتي للمركز الصحي عند هذا الحد ؛ إنما ذهبت بابني من أجل الدخول على الطبيب ، كانت قاعة الانتظار شبه مكتظة بالمرضى الذين ينتظرون مناداتهم بأسمائهم . ( بالكاد) حصلنا على موطيء جلوس معهم . وبعد مدّة انتظار قاربت النصف الساعة اكتشفت أن الغرفة التي أنتظر مناداتي منها لايدخلها أحد من المرضى ، طرقت الباب لأجد الطبيب المعالج داخلها وحيداً يقول أنه ينتظر أوراق و( فايلات ) المرضى من ( الرسيبشن ) !! توجهت إلى هذا الـ ( الرسيبشن ) لحثّهم على السرعة والمحافظة على أوقات الناس لأن الطبيب والمرضى موجودين لكن الطرفين في انتظار من يوصل لهم الـ ( فايلات ) !!

سانحة :

أستغرب حينما أقرأ كثرة من التصريحات والكلام عن الخدمات الإلكترونية التي لانرى لها أثراً ملموساً في غالب الإجراءات والمعاملات والتخليصات والتجديدات وما شابهها من ( المرمطات ) .. أسماء المرضى وملفاتهم لازالت تُنقل (Manual ) من ( الرسيبشن ) إلى غرف الأطباء بينما يمكن نقلها إلكترونيا في لحظات أو في ذات وقت التسجيل !!

أضف تعليق