نافذة الجمعة

جئنا للنصيحة !!

ربما هو شيء غريب ، بل ومثير للضحك أو الحزن – لافرق – هو ما نقرأ أو نسمع من تصريحات وتقارير وبيانات يتداولها الساسة والسفراء والدبلوماسيون عن الوضع في البحرين على مدار الأشهر القليلة الماضية بحيث أنها جعلت أي متابع لها يكون فيما يشبه حالة دوامة من التيه و(الحيران ).

أعني هنا على وجه الخصوص أولئك الأجانب الذين يجولون ويصولون في بلادنا بصفاتهم الدبلوماسية أو البرلمانية أو الحقوقية أو ما شابهها من صفات وهيئات لا أول لها ولا آخر. تقارير وتصريحات تمدح وأخرى تذم ، بعضها يشيد بالخطوات الإصلاحية وأخرى تندد بانتهاكات وقمع للحريات وأسوأها حينما يكون الشيء ونقيضه من مصدر واحد بصورة تنبيء – في اعتقادي – عن نوع من الاستهانة بعقولنا والاستخفاف بأفهامنا ، وربما هو أسلوب ابتزاز أو ( لعب على الذقون ) أو أي شيء آخر غير البحث عن الحقيقة .

فعلى سبيل المثال – وليس الحصر – يخرج علينا السفير البريطاني بتاريخ 25 مارس 2013م بتصريح يقول فيه :” إن الحكومة البريطانية أعلنت صراحة أنها قلقة إزاء البينات المتزايدة بشأن التحول في موقف إيران من استغلال مشاكل البحرين لأغراض دعائية إلى تقديم الدعم إلى الأشخاص الذين يمارسون العنف. ثم يأتينا السفير ذاته بعد حوالي شهر واحد من تصريحه ، بالضبط  في 23 أبريل 2013م ليقول ” ليس لدينا أي دليل على أن إيران دبرت الاحتجاجات التي شهدتها البحرين في شهري فبراير ومارس 2011. وهو أيضاً ما خلصت إليه اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، من خلال الأدلة التي حصلت عليها، بأنه لا يمكن إثبات وجود صلة واضحة بين إيران والأمور الداخلية التي شهدتها البحرين آنذاك” !

ثم يأتينا البريطاني أِشلي فوكس عضو البرلمان الأوروبي ليقول في مؤتمر صحفي بالبحرين يوم أمس الأول ” إنه يوجد تدخل من قبل إيران ، وقد لا توجد لدينا أدلة في بداية الازمة (2011) أما الآن فلدينا الدلائل. وأضاف بحسب رأيه الشخصي، أن إيران تعمل على تصدير الإرهاب، وطالبها بعدم التدخل ، وأن تدع مشاكل البحرين للبحرين وشعبها  “.

وبالطبع مسألة التدخل الإيراني أو عدمه إنما هي موضوع واحد من عدّة موضوعات تخص مملكتنا الحبيبة يحولها أولئك الغرباء إلى مسألة جدلية تترنح بين النفي والإثبات ، ويستفيدون منها أو يستغلونها على شكل دعوات وتدخلات وإملاءات ، بلا حسيب أو رقيب ، وأيضاً دون مراعاة أن كل ما يفعلونه هم – أصلاً- هو تدخل سافر في شؤون البحرين واعتداء غير مبرر على سيادتها ، بالضبط كما هو التدخل الإيراني ، لا يختلفون عنه في شيء !

على أن الأمر الأكثر غرابة هو القيد الذي تتخذه الدولة على ردّة فعلها تجاه هذه التدخلات ، سواء الإيرانية أو البريطانية أو الأمريكية . فالرد لا يتجاوز حدود التصريحات والبيانات الصحفية ، وفقط !! بل وقد تزداد غرابتكم حينما تعرفون أن إيران لاتزال تمتنع عن إرسال سفير لها إلى البحرين بينما سفيرنا البحريني قابعاً في طهران ، وذلك بالرغم من حجم تعرّض الزعماء والقادة والقنوات الفضائية للبحرين !!

سانحة :

قال عضو البرلمان الأوروبي فينيت رومون في المؤتمر الصحفي المنعقد يوم أمس الأول : ” إن الوفد لم يأت للتدخل في شؤون البحرين ، بل جئنا للنصيحة وسماع الرأي والاستئناس به من أجل كشف الحقيقة ” .. نفسي آصدق بس قوية .

أضف تعليق