راصد

كذابُ ربيعة أحبُ إليَّ من صادق مضر !!

هي مقولة نطق بها أحد الأعراب في الزمن القديم لكنها مضت مثلاً يجري استدعاؤه كلما دارت نفس أحداث قصة هذه المقولة في دنيا الناس ومجتمعاتهم منذ ذاك الزمان حتى يومنا هذا . أما ( ربيعة ) فهي أحد الشعبين ( الجذمين ) الرئيسيين الذي تنقسم إليه القبائل العربية العدنانية ، وتضم قبائل ( ربيعة ) كل من عبد القيس وتغلب وبكر عنز بن وائل و حنيفة . وأما ( مضر ) فهي الشعب ( الجذم ) الآخر الذي تنقسم إليه القبائل العربية العدنانية ، وتُنسب إليه قبائل قريش وكنانة وبن تميم . وعادة مايرد اسم (ربيعة ) في الأخبار القديمة كمقابل لإسم (مضر). بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلّم ظهر في السنة العاشرة من الهجرة شخص ادعى النبوّة ، هو مسيلمة الكذّاب ، حيث كان من بني حنيفة التي ترجع في نسبها القبائلي إلى (ربيعة ) انضمّ إلى معسكره آنذاك عشرات الآلاف من المقاتلين ، صدّقوه واتبعوه . كان هذا العدد – يُقال أنه تجاوز المائة ألف – ممن اتبعوه مثار استغراب من الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي طلب أن يسمع من أتباع مسيلمة الذين رجعوا إلى إسلامهم بعد موته بعضًا من كلماته ، فأسمعوه منها وهم في غاية الحرج قائلين : ” يا ضفدع بنت الضفدعين ، نقي ما تنقين ، أعلاك في الماء وأسفلك في الطين ، لا الشارب تمنعين ، ولا الماء تكدرين ، لنا نصف الأرض ولقريش نصفها ، ولكن قريشًا قوم يعتدون ، والليل الدامس ، والذئب الهامس ، ما قطعت أسيد من رطب ولا يابس “. حينها تعجَّب الصديق رضي الله عنه واستغرب ، وقال لهم متعجباً : ” وَيْحكم أين كان يذهب بعقولكم ؟. قيل حينذاك في تفسير سبب اتباعه مارُوي على لسان أحد الأعراب من قبيلة بني حنيفه : ” أعلم بأن محمد رسول الله صادق ، وأعلم بأن مسيلمة كاذب . ولكن كذّاب ربيعه أحبّ إلي من صادق مضر”! وذلك في إشارة إلى تعصّبه لالتقاء نسبه مع مسيلمة الكذاب في الشعب ( الجذم ) ربيعة بالرغم من أنه يعرف أين الحق ويعرف من هو الصادق ، ومنعه من اتّباعه كون أن الصادق هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلّم من مضر ، أي ليس من قبيلته ونسبه !! العنصرية والتعصب والطائفية والقبلية وما شابهها من أمراض ، قديمة أو حديثة تغطّي الحق وتعمى الأبصار عن رؤيته حتى وإن كان وضوحه كما الشمس في رابعة النهار ورائعة الصباح ، هذه الأمراض تمنع من اتباع الحق والرضوخ إليه بسبب ذات مقولة : ” كذابُ ربيعة أحبُ إليَّ من صادق مضر ” . سانحة : أخشى أن أقول أننا بإعلامنا وتصريحاتنا وبياناتنا قد أسدينا لحملة ( تمرّد البحرين 14 أغسطس ) خدمة لم يكن يتوقعونها ، أعطيناها زخم إعلامي وانتشار في موضع كان يُفترض تجاهلها لتبقى ميتة مثلما وُلدت ميتة ..

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s