هي مقولة نطق بها أحد الأعراب في الزمن القديم لكنها مضت مثلاً يجري استدعاؤه كلما دارت نفس أحداث قصة هذه المقولة في دنيا الناس ومجتمعاتهم منذ ذاك الزمان حتى يومنا هذا . أما ( ربيعة ) فهي أحد الشعبين ( الجذمين ) الرئيسيين الذي تنقسم إليه القبائل العربية العدنانية ، وتضم قبائل ( ربيعة ) كل من عبد القيس وتغلب وبكر عنز بن وائل و حنيفة . وأما ( مضر ) فهي الشعب ( الجذم ) الآخر الذي تنقسم إليه القبائل العربية العدنانية ، وتُنسب إليه قبائل قريش وكنانة وبن تميم . وعادة مايرد اسم (ربيعة ) في الأخبار القديمة كمقابل لإسم (مضر). بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلّم ظهر في السنة العاشرة من الهجرة شخص ادعى النبوّة ، هو مسيلمة الكذّاب ، حيث كان من بني حنيفة التي ترجع في نسبها القبائلي إلى (ربيعة ) انضمّ إلى معسكره آنذاك عشرات الآلاف من المقاتلين ، صدّقوه واتبعوه . كان هذا العدد – يُقال أنه تجاوز المائة ألف – ممن اتبعوه مثار استغراب من الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي طلب أن يسمع من أتباع مسيلمة الذين رجعوا إلى إسلامهم بعد موته بعضًا من كلماته ، فأسمعوه منها وهم في غاية الحرج قائلين : ” يا ضفدع بنت الضفدعين ، نقي ما تنقين ، أعلاك في الماء وأسفلك في الطين ، لا الشارب تمنعين ، ولا الماء تكدرين ، لنا نصف الأرض ولقريش نصفها ، ولكن قريشًا قوم يعتدون ، والليل الدامس ، والذئب الهامس ، ما قطعت أسيد من رطب ولا يابس “. حينها تعجَّب الصديق رضي الله عنه واستغرب ، وقال لهم متعجباً : ” وَيْحكم أين كان يذهب بعقولكم ؟. قيل حينذاك في تفسير سبب اتباعه مارُوي على لسان أحد الأعراب من قبيلة بني حنيفه : ” أعلم بأن محمد رسول الله صادق ، وأعلم بأن مسيلمة كاذب . ولكن كذّاب ربيعه أحبّ إلي من صادق مضر”! وذلك في إشارة إلى تعصّبه لالتقاء نسبه مع مسيلمة الكذاب في الشعب ( الجذم ) ربيعة بالرغم من أنه يعرف أين الحق ويعرف من هو الصادق ، ومنعه من اتّباعه كون أن الصادق هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلّم من مضر ، أي ليس من قبيلته ونسبه !! العنصرية والتعصب والطائفية والقبلية وما شابهها من أمراض ، قديمة أو حديثة تغطّي الحق وتعمى الأبصار عن رؤيته حتى وإن كان وضوحه كما الشمس في رابعة النهار ورائعة الصباح ، هذه الأمراض تمنع من اتباع الحق والرضوخ إليه بسبب ذات مقولة : ” كذابُ ربيعة أحبُ إليَّ من صادق مضر ” . سانحة : أخشى أن أقول أننا بإعلامنا وتصريحاتنا وبياناتنا قد أسدينا لحملة ( تمرّد البحرين 14 أغسطس ) خدمة لم يكن يتوقعونها ، أعطيناها زخم إعلامي وانتشار في موضع كان يُفترض تجاهلها لتبقى ميتة مثلما وُلدت ميتة ..