مدن البحرين وقراها ؛ عادة ما تكون المساجد هي معالمها وشواهدها ، ومحل استدلال الناس على عناوينهم ومساكنهم بالقرب منها . وغالبهم يفرحون ويتباركون أن تكون منازلهم قريبة من بيوت الله . بل لا نبالغ إن قلنا أن مجال بناء المساجد هو أعلى درجات العمل الخيري الذي يتسابق إليه أهل الخير والإحسان ، وأحسب أن غالبية مساجدنا وجوامعنا قد تم بناؤها على نفقة الخيّرين وأصحاب الأيادي البيضاء ، وهنالك عوائل بحرينية قد تخصصت في هذا التنافس ، مثل كانو والزامل والزياني والخاجة والكوهجي وفخرو وانجنير ويتيم وغيرهم ممن ندعو المولى عز وجل أن يكون ذلك في ميزان حسناتهم وأن يكون ثوابهم بيت في الجنة ، إنه سميع قريب مجيب الدعاء .
من المشاهد التي تشرح الصدر أن بعض ( الفرجان ) البحرينية ، كما في المحرق أنه من كثرة المساجد فيها ؛ تكاد تكون متلاصقة ، لايفصل بينها سوى بضعة أمتار ، حينما يصدح منها الأذان في أوقات الصلوات ، تكاد تضجّ منها الآفاق وينحني كل شيء فيها إجلالاً لصوت ( الله أكبر ) . هذه الصورة تكاد تكون في عموم البحرين ولله الحمد .
غير أنه من يستطيع أن يصدّق أن هنالك منطقة في البحرين لا يوجد فيها مسجد ، أو أن هنالك منطقة فيها يمكنك أن ترفع رأسك في سمائها فلا يصادف نظرك فيها مئذنة قد شقّت عنان السماء معلنة بكل وضوح عن هوية هذا الوطن العربي المسلم الذي مافتأ يفخر بمساجده وجوامعه التي تمتد على طول البلاد وعرضه . لايمكن أن نصدّق ذلك لولا أنها – للأسف الشديد – موجودة بالفعل . إنها جزر أمواج التي بالرغم من كثرة المطالبات بتوفير وبناء مسجد أو جامع فيها إلاّ أنه لا توجد أي استجابة وكأنما هنالك إصرار على إيجاد كل شيء في هذه المنطقة سوى أن يكون فيها مسجد يرتاده سواء من يسكن في هذه المنطقة أو من يزورها ويرتاد بقية مرافقها .
كان محزناً ؛ أنه في إجازة هذا العيد ، مئات الناس الذين كانوا يقضون أوقاتهم في هذه الجزيرة الواعدة تدركهم أوقات الصلوات المفروضة دون أن يجدوا مسجداً أو على الأقل مصلّى يؤدون فيه فريضة الصلاة . ولا ندري : هل الدولة غير قادرة على إلزام المستثمرين بمراعاة تعظيم شعائر المولى عز وجل وأن يوضحوا في استثماراتهم هوية البلاد ويوفروا لمرتاديها مسجد أو مساجد أو أن تتبنى الدولة بنفسها تشييد مثل هذا المعلم الهام الذي لاينبغي التهاون فيه .
ارجو من الاخوة الكرام على الأقل ان يعرفوا الناس على اقرب مسجد ممكن لجزر أمواج. حاليا ….وشكرا
إعجابإعجاب