أما قنبلة سي فور (C-4) فهي عبارة عن مادة شديدة الانفجار ولديها – بحسب موسوعة ويكيبيديا- قدرة واسعة على تدمير الدروع ، ويُقال أن العبوة التي تزن كيلو غرامين من مادة (C-4) تعادل في حال انفجارها قوة (10) كيلوغرامات من مادة تي إن تي شديدة الانفجار . وأما عبوة ” كليمور ” فهي مادة أيضاً شديدة الانفجار ومضادة للأشخاص ، عادة ما تستخدم في الألغام . العبوتان المتفجرتان ؛ كثيرون غيري لم يسمعوا أو يقرأوا عنهما إلاّ في نهاية الأسبوع الماضي ، بالضبط في يوم الثلاثاء حينما أعلنت وزارة الداخلية عندنا عن ضبطها لعملية إرهابية تتعلق بتهريب أسلحة ومتفجرات كان من بينها عدد (38) قنبلة (C-4) وعدد (31) عبوة متفجرة ” كليمور ” .
بلدنا الآمن المستقر بأهله وقيادته لايعرف مثل هذه الأمور ، ليست في وارد توقعاته أن البحرين قد تكون فيها تفجيرات وعبوات ناسفة ، ناهيك عن أنواع تلك القنابل والعبوات التي هي في العلوم العسكرية والحربية يجري تصنيفها على أعلى درجات الخطورة وآثارها المدمرة . ولذلك كان الخوف – خوف الناس – وقلقهم هو سيد الموقف ، وكان الدعاء بأن يحفظ وطننا الغالي من شر المتآمرين علينا هو أول ماننطق به عند رفع أكفّ الضراعة للمولى عز وجل .
ولاغرابة في ذلك ؛ فإننا أمام المخاطر ، وعندما تدلهمّ الخطوب ، وتنتابنا النوازل ؛ فلا أقل من أن نتقرّب إلى المولى عز وجل ، نرجوه السلامة والحفظ ونتمنى معيّته سبحانه وتعالى ونتطلّع إلى رحمته وقدرته فهو منتهى الأمل والرجاء .
غير أنه لم يمض سوى يومين من ذاك الإعلان عن ضبط عملية تهريب تلك القنابل والمتفجرات ، وبينما الناس ينشدون معيّة الله وحفظه للبحرين ؛ تظهر علينا وزارة الثقافة بإعلان من نوع آخر ، يدخل ضمن ما صار معروفاً عندنا في البحرين بـ (المسخ الثقافي ) الذي هو عبارة عن أنشطة وفعاليات لاعلاقة لها بهويتنا وانتمائنا ، نتغرّب فيها عن المعنى اللغوي والاصطلاحي للثقافة ، ويُصار إلى إرغامنا غصباً عنا أن هـذه الـ ( المردحة ) و( الهشّك بشّك ) التي يأتون بها لنا من كل حدب وصوب ؛ هي الثقافة.
بعد يومين فقط ، لا أكثر ، من الإعلان عن كشف وضبط هذا الخطر الذي يستوجب شكر المولى عز وجل وحمده عليه والتضرّع بالدعاء والعمل الصالح لأن ينعم علينا بدوام نعمة الأمن والاستقرار ؛ تظهر علينا وزارة الثقافة فتدعونا إلى ليلة موسيقية ( فاخرة ) تحييها فرقة ( أوركسترا شتراوس ) من فيينا ، هذه المرّة ! تقول في إعلانها أنها ستتحف الجمهور بأهم وأشهر المقطوعات العلمية حيث يستحضر مغنيا السوبرانو مارتشيلا تشيرنو ودانييل سيرافين بأدائهما المشوق وحنجرتيهما الذهبيتين أعذب فنون الأوبرا، وسوف تتقاسم مع المنامة سمعياتها وصوتياتها لتقدم أصول موسيقى شتراوس منذ روائعها الكلاسيكية حتى أعمالها الأوبرالية البديعة.
نحن في هذه الأيام ، أحوج مانكون إلى معيّة الله تعالى ليس بسبب ما يحصل في البحرين فحسب وإنما نحن جزء من بلاد الإسلام والمسلمين الذين قال عنهم رسول الله صلى عليه وسلم : ” المسلمون تتكافأ دماؤهم ، يسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم ” . هذه البلاد التي يجري القتل فيها بلاحساب وتسيل الدماء فيها أنهاراً بمختلف آلات الإبادة والذبح ، المشاهد والصور التي تعرضها الفضائيات ووسائل الإعلام من أتون تلك المحارق تتفطّر لها القلوب – القلوب السويّة – بل تنفجر مُقل العيون بالدموع حزناً على تلك الأرواح الطاهرة والدماء الزكية التي تُراق كما الماء في أجواء التآمر والتواطؤ والتخاذل ، صرخات الثكالى وآنّات الأرامل وآهات الأيتام تتصاعد إلى عنان السماء ، ليس ذلك فحسب وإنما مشاهد التجويع والحصار ، بل والموت من شدة البرد القارس ، صور الأطفال والنساء والشيوخ الذين ماتوا وهم متجمدين ، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ، أجسادهم عارية وبطونهم خاوية تهتز الجبال لمأساتهم والجرائم النكراء المرتكبة في حقهم .
قلت سابقاً وسأظل أكرر أنه إذا أراد البعض تغيير معاني الثقافة ومراميها وحقيقتها ، وإذا لم يكن الحلال والحرام في وارد الاحترام والالتزام ، وإذا لم نستشعر موجبات شكر ربّ الكون وحمْده في ظرف ومحنة الوطن والخوف من عقوبة المولى عز وجل ، وإذا لم نحسن التقرّب إلى عظيم هذا الكون من أجل أن يحفظنا في ديارنا وأعراضنا وأرواحنا ، إذا لم يكن كل هذا أو ذاك مانعاً فلا أقلّ من أن ننصاع لدواعي إنسانية فنوقف هذه ( المساخر الثقافية ) تضامناً مع دماء وأشلاء إخواننا من بني جلدتنا وديننا ولغتنا ونتحسّب لأن يسألنا سبحانه وتعالى عنهم مثلما قال في محكم التنزيل ” وقِفُوهُمْ إِنَّهُم مسْئولونَ” .
سانحة :
أعرف أن مقالي هذا ؛ قد لايرى النور ولايُنشر في الجريدة لأسباب ما ، لكن مايمليه علي خوفي على وطني وتستدعيه إنسانيتي ، وقبل ذلك – والأهم- ديني ؛ يتعدّى أسباب عدم النشر . وطني عرضة للمخاطر ، ووطني الأكبر ؛ شهداؤه واللاجئون والمشردون والأيتام والأرامل والثكالى فيه ، قوافلهم بمئات الآلاف ، ونحن نتفرّج على إبادتهم ومأساتهم ، بل ونقيم الاحتفالات والأوركسترات الراقصة ، وكأن الأمر لايعنينا !!
بارك الله فيك اللهم يسخر قلمك في خدمة الاسلام والمسلمين اجمعين استمر يابوفيصل كلا يجاهد بموقعة وحسب طاقتةقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)) رواه مسلم.
حفظ الله قلمك وسدده
شكرا على هذه المشاعر التي تعبر عن ما في داخلنا ايضا
قد اسمعت او ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
إعجابإعجاب
جزاك الله خيرا
مقال رائع،لقد أديت الذي عليك
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحفظ بلاد المسلمين
وأن يلطف بنا وأن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
إعجابإعجاب
هذا تعبير وزارة الثقافة لشكر الله سبحانه وتعالى استغفر الله العظيم
إعجابإعجاب
بارك الله فيك اللهم يسخر قلمك في خدمة الاسلام والمسلمين اجمعين استمر يابوفيصل كلا يجاهد بموقعة وحسب طاقتةقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)) رواه مسلم.
إعجابإعجاب
هناك نظرية تقول كل ما يتم اكتشافة في الجمارك او التهريب هو ما نسبته ١٠٪ والنسبة الباقية ٩٠٪ يتم ادخالها دون اكتشافها ،اللهم اجعل كيدهم في نحورهم
إعجابإعجاب