نافذة الجمعة

عجزت النساء أن يلدن مثل خالد

ياهذا ؛ ألم تسمع ماقاله الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم للصحابي الجليل ، القائد الفارس الشجاع ، خالد بن الوليد عندما أسلم حيث قال له : ” الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلاً لا يسلمك إلا إلى الخير”. وياهذا ؛ إن من تجرأت عليه لايُذكر اسمه في أمهات كتب التاريخ إلاّ مسبوقاً بأوصاف مثل فارس الإسلام وليث المشاهد وقائد المجاهدين .

وأماّ لقبه الشهير ” سيف الله المسلول ” فقد لقبه به سيد البشر صلى الله عليه وسلم بعد موقعة مؤتة ، وهي سُمّيت بسريّة الأمراء حيث جعل النبي صلى الله عليه وسلم على جيشها زيد بن حارثة، ومن بعده جعفر بن أبي طالب، ثم عبد الله بن رواحة رضي الله عنهم جميعًا، فلما التقى المسلمون بجموع الروم، استشهد القادة الثلاثة ، وأصبح جيش المسلمين بلا قائد، وكاد عقدهم ينفرط وهم في أوج المعركة، وأصبح موقفهم حرجاً، فاختاروا خالد بن الوليد قائدًا عليهم الذي استطاع بحنكته ومهارته أن يعيد الثقة إلى نفوس الجنود بعد أن أعاد تنظيم صفوفهم، وقد أبلى خالد بن الوليد في تلك المعركة بلاءً حسنًا؛ فقد اندفع إلى صفوف العدو يُعمِل فيهم سيفه قتلاً وجرحاً حتى تكسّرت في يده تسعة أسياف، حتى إذا ما أظلم الليل غيَّر خالد بن الوليد نظام جيشه، فجعل مقدمته مؤخرته، ووضع من بالمؤخرة في المقدمة، وكذلك فعل بالميمنة والميسرة، وأمرهم أن يحدثوا جلبةً وضجيجاً ، ويثيروا الغبار حتى يتوهم جيش الروم أن المدد قد جاءهم بليلٍ، ولهذا لما طلع النهار لم يجرؤ الروم على مطاردة المسلمين؛ مما سهّل على خالد بن الوليد مهمة الانسحاب بأمان، وقد اعتبر رسول الله ذلك فتحاً من الله على يد خالد بن الوليد. وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام  أصحابه باستشهاد الأمراء الثلاثة، وأخبرهم أن خالد بن الوليد أخذ اللواء من بعدهم، وقال عنه: “اللهم إنه سيف من سيوفك، فأنت تنصره”. فسُمِّي خالد بن الوليد “سيف الله” منذ ذلك اليوم.

ياهذا ؛ سير التراجم والنبلاء والعظماء تمتلأ بأعمال وفتوحات وانتصارات هذا البطل المغوار الذي تجرأت عليه ، ويكفي أن تعرف أنه عندما جاء خبر وفاته للفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وأخبره المسلمون أن النساء يبكين خالد ؛ قال عمر : ” دع البواكي تبكي على أبي سليمان ، عجزت النساء أن يلدن مثل خالد “.

سانحة :

قال الرسول صلى الله عليه وسلّم : ” ( لا تسبّوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد – يقصد جبل أحد –  ذهباً ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه ) رواه الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما . وقال عليه الصلاة والسلام أيضاً : ( الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي ، فمن أحبهم فبحبي أحبهم ، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ، ومن آذاهم فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه ) ، رواه الترمذي .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s