هو من الأمثال الشعبية الخليجية الشهيرة ، وإن كان في أصله – مثلما يقولون – كويتياً بامتياز ، وشائع استخدامه في لهجتهم ، بل هم يستخدمونه في مسلسلاتهم وبرامجهم الكوميدية حتى الآن . وهو من الأمثال التي نشأت في البحر ، أيام الغوص ، ومفرداته تدلّ على ذلك . فـ ( المردي ) هي خشبة مستطيلة مثل المجداف ، تُدفع به السفينة في المياه الضحلة ، و( الهوا شرقي) يُقصد به الهواء الشرقي القوي المنعش حيث كانوا في مثل هذه الأجواء المناخية ( الهوا شرقي ) يدفعون السفينة بـ ( المردي) فتجري السفينة بسرعة وتتحرك بكل ّخفة على عكس لو كان الهواء في الاتجاه المعاكس .
ثم مضى هذا المثل يُضرب للشخص الثقيل غير المرغوب فيه ، فوجوده شاق على الناس كمشقة التجديف في البحر عندما يكون الهواء معاكسا لاتجاه سيْر السفينة ، ويُقال للشخص الذي لايهتمون ( بزعله ) أو أن ( زعله ) لايمثل أي مشكلة عندهم . وهي أيضاً نوع شتيمة يقولها الناس حينما يجلس شخص غير مرغوب فيه معهم في المجلس فإنهم وبمجرد خروجه يتنفسون الصعداء ويقولون ( دفعة مردي والهوا شرقي ) . وفي لغتنا العامية الدراجة نقول ( افتكينا ) .
ولذلك حينما يهدد أو يمارس ( الابتزاز ) بعض الذين نشروا في وطننا العزيز مفاهيم وممارسات سيئة لطّخت سمعتنا وخرّبت مفهوم السياحة وقصرتها على مجالات لايذكرها الأسوياء من الناس إلاّ مقترنة بكلمة ( أعزكم الله ) ، وجعلوا من فنادقهم ومرافقهم مكبّاً للفاحشة والرذيلة ؛ ثم لما انتبهت الدولة واستجابت لنداءات ومطالبات الغيورين والمخلصين في هذا البلد المسلم ، الذين بحّت أصواتهم رفضاً واستنكاراً لمآلات هذه الحالة السياحية ، وما تحتويه من قذارة لاتبررها أية عوائد اقتصادية – إن وُجدت – ، وهي محل رفض شعبي وقيمي على اعتبار أن ( الحرّة تموت ولاتأكل من ثدييها ) .
هؤلاء حينما يهددون بغلق فنادقهم أو مغادرتهم ونقل تلك الأنشطة السياحية ( أعزكم الله ) إلى خارج البحرين ؛ فإننا لانملك إزاء ذلك التهديد إلاّ أن نردد لهم هذا المثل الشعبي البليغ “دفعة مردي و الهوا شرقي ” .
سانحة :
قال تعالى : ” إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ” .. والله يعلم وأنتم لا تعلمون .
جزاك الله خير الجزاء وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك شيئ لله عوضه الله بأحسن منه. صدق رسول الله فالنشجع علي السياحة العائلية النظيفة
إعجابإعجاب