هي قصة جميلة يُعاد تكرارها على الأسماع كلّما واجهنا موقفها أو طلع لنا أمثال شخوصها ، يُقال أنها صارت كما المثل الشعبي في استخدامها أو الوصف الجاهز للاستعمال إزاء كثير من حالات غريبة يواجهها الناس أثناء طلب خدمات أو تخليص معاملات ، فلايجدون من تفسير لها سوى العودة لمصطلح “سلطان الأباريق” التي تقول قصته أن رجلاً كانت وظيفته هي الإشراف على الأباريق لحمام عمومي والتأكد من أنها مملوءة بالماء ، بحيث يأتي الشخص ويأخذ أحد الأباريق ويقضي حاجته ثم يرجع الابريق إلى صاحبنا الذى يعيد ملأها للشخص التالي، وهكذا. في إحدى المرات جاء شخص وكان مستعجلاً فخطف إحدى هذه الأباريق بصورة سريعة وانطلق نحو دورة المياه، فصرخ به مسؤول الأباريق بقوة وأمره بالعودة إليه ، فرجع الرجل على مضض وأمره المسؤول بأن يترك الإبريق الذى في يده ويأخذ آخر بجانبه، فأخذ الشخص الإبريق ثم مضى لقضاء حاجته، وحين عاد لكى يسلم الإبريق سأل مسؤول الأباريق: لماذا أمرتني بالعودة وأخذ إبريق آخر مع أنه لا فرق بين الأبريقين؟! فقال مسؤول الأباريق بتعجب! إذن ما عملي هنا؟!

بمعنى أن هذا الرجل أراد أن يكسب لنفسه أهمية ، وأن يثبت مقدار سلطته حتى لو كانت طبيعة عمله لاتستدعي هذه السلطة ولاتستحقها ،  أو أنه يعاني من عقدة الشعور بالنقص فأراد تعويضها بإظهار قدرته في التحكم في خلق الله بصورة جعلت من تصرفه – سلطان الأباريق – مشهداً حيّاً نواجهه مع الكثيرين خاصة في دوائر الخدمات التي يُفترض فيها تيسير الإجراءات وتسريع المعاملات وتبسيطها من دون تعقيد أو تأخير حيث قد يخرج من بين المناضد أو المكاتب من يماطل أو يتشدّد أو من يوهم الزبائن والمتعاملين معه بأنه موظف مهم ، فيصنع من نفسه سلطان بلاسلطة لالشيء سوى تشبّعه بثقافة ( سلطان الأباريق ) التي ينبغي محاربتها وعدم السماح بانتشارها لاسيما في إطار التوجه نحو الاستفادة من التقنية الحديثة في اختصار الإجراءات وتخليص الخدمات من خلال ( كيبورد ) الحاسب الآلي .

سانحة :

    من أبْلغْ الزواجر عن المشقّة على الناس ؛ دعاء الرسول صلى الله عليه وسلّم :” اللهمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمّتى شيئًا فَشَقَّ عليْهِم فَاشْقُقْ عليهِ ومَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتى شيئًا فَرَفَقَ بهم فَارْفُقْ بهِ ” رواه مسلم .