لأسباب ما ؛ أصبحت الأرقام التي تقع عليها عيني مما ترد في مختلف البيانات والتصريحات الصحفية تثير لدي فضولاً يدفعني للاهتمام بها . وهذا الاهتمام يأخذ عدة أنواع :أولها وأكثرها هو أن كثرة من هذه الأرقام – بحسب متابعتي المتواضعة – إنما هي أرقام غير صحيحة ، أولا ينبني عليها أي أثر يتعدّى الأوراق التي كُتبت عليها ، وأنها قد تكون مجرّد ( شو ) إعلامي لايوجد من يتتبع صدقيّتها على أرض الواقع ويحسب تنفيذها ، وتتركز غالب هذه الأرقام فيما يخص مشروعات خدمية ومرفقية . وثاني أنواع هذا الاهتمام بالنسبة لي هو في مقارنتها وتحليلها أو البناء عليها ، وتختلف أرقام هذا النوع عن النوع الأول في كونها (متعوب عليها ) وفيها ( تأني ) وربما دقّة تميزها عن أرقام المشروعات الخدمية والمرفقية التي يجري ذكرها بلاحسيب ولارقيب يعدّها ويُحصي المنجز منها .

ومن أرقام النوع الثاني التي أوليتها الاهتمام ؛ ماذكره سعادة السيد صادق الشهابي وزير الصحة أثناء ردّه على سعادة النائب عبدالرحمن بومجيد في جلسة النواب قبل الماضية بتاريخ 2 يونيو 2015م حول عدد المصابين بمرض السرطان في البحرين . حيث أوضح سعادة الوزير في جوابه أن عدد المصابين بالسرطان وفق آخر إحصائيات وزارة الصحة لسنة 2013 بلغوا (672) حالة سرطان جديدة بين البحرينيين و(172) حالة لغير البحرينيين بينما سُجلت في سنة 2012 عدد الإصابات (624) حالة بين البحرينيين و(114) حالة لغير البحرينيين.

لكن لم يمض سوى ثلاثة أو أربعة أيام على جواب سعادته حتى طلعت علينا سعادة الدكتورة عائشة بوعنق وكيل وزارة الصحة بأرقام مختلفة عن أرقام سعادة الوزير بشأن أعداد مرضى السرطان ! إذ كشفت – بحسب تصريح منشور في الصحافة المحلية إبّان زيارتها لقسم الأورام بمستشفى السلمانية – أن معدل حالات الإصابة بالسرطان في البحرين بلغت نحو (500)سنويًا من مختلف أنواع السرطان. وقالت إن مركز الأورام السرطانية في السلمانية يستقبل بين (450) و(500) حالة جديدة منذ العام 2010 وحتى هذا العام. والفرق بين الرقمين يتجاوز خانة المئات !!

هذا المرض الخبيث ؛ صار انتشاره ملحوظاً خلال السنوات القليلة الماضية ، ويحتاج إلى دراسة أسباب هذه الزيادة ، ولعلّ الأرقام الدقيقة هي أول مفاتيح تلك الدراسة . مع كامل تقديري لسعادة الوزير والوكيل .

سانحة :

كل الشكر والتقدير لسعادة السيد جميل بن محمد علي حميدان وزير العمل على تفاعله ومتابعته الكريمة لما نشرناه أمس الأول عن المهندسة العاطلة عن العمل.