المقالات

أم أحمد .. بَكتْكِ عيون أنتِ طبيبتها

هي أحد الأعلام المتميزة في تخصصها، البارعة في علاجاتها، رؤية النور والتمتع بالنظر وتحسين جودة البصر وتصحيحه هدفها الأكبر. كانت سبباً – بعد فضل الله – في إعادة البصر أو إنقاذه لدى الكثيرين من الناس الذين تغيّرت حياتهم بعدما تلقوا علاجهم من صاحبة الأيادي البيضاء الدكتورة هيفاء أحمد محمود التي رحلت عن دنيانا صباح يوم أمس صابرة محتسبة نسأل المولى عز وجل أن يجعل من مرضها كفارة لها وأن يرحمها بقدْر الجموع الغفيرة التي زحفت إلى مقبرة المحرق للصلاة عليها وتشييع جنازتها وفاء وعرفاناً بفضلها ومكانتها، ويجزل لها الثواب والمغفرة بقدْر الأكفّ التي رُفعت لها والأدعية التي ضجّت بها مختلف وسائل التواصل الاجتماعي في خيْر أيام الله ؛ العشر من ذي الحجة. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله إذا أحبّ عبداً دعا جبريل، فقال: إني أحبّ فلاناً فأحبّه، قال: فيحبّه جبريـل ثم ينادي في السـماء فيقول: إن الله يحبّ فلاناً فأحبوه فيحبّه أهل السماء،ثم يوضع له القبول في الأرض”.  

لايعرف غالب البحرينيين الدكتورة أم أحمد كمنارة بارزة في طب العيون فقط،لايعرفونها كمجرّد طبيبة يتعالجون لديها فقط؛إنما يعرفونها أيضاً كإنسانة نبيلة شغوفة بعملها مخلصة لمرضاها، ذات تواضع جمّ وأخلاق رفيعة وإحساس مرهف، هي أمّ رؤوم لمرضاها الصغار وأخت كريمة ورحيمة لبقيتهم . عيادتها ثم مستشفاها مزدحم على الدوام بالمرضى، الحصول على مواعيد معها يستغرق وقتا ربما في خانة الأشهر رغم أن أم أحمد رحمها الله كانت تعمل فترتين صباحية ومسائية ولديها عدد من المساعدين الذين لايقلّون عنها في مهارتها وتميّزها إلاّ أن الجميع يفضلونها على غيرها. لاتشكو من تعب أو نصَب بالرغم من الجهد الكبيرالذي تبذله، لاتقصّر في حق أي مريض أو تنقص من وقته،البشاشة والذرابة والرحابة والبساطة والودّ عناوين رئيسية في شخصيتها لايكاد يخطيء اكتشافها أي من زوّارها ومرضاها.

طوّرت عيادتها لتصبح مستشفى متخصصاً ذا مستوى عالٍ في علاج العيون وعمليات الليزك التي تمكنت من خفض تكلفتها الباهظة وجعلتها بأسعارمتاحة للجميع.واستطاع مستشفاها استقطاب – بالإضافة إلى البحرينيين- مئات المرضى من دول مجلس التعاون الخليجية الذين باتوا يقطعون المسافات ويقصدونها سفراً طلباً لاستشارة وعلاج أم أحمد رحمها الله.

من تابع يوم أمس وسائل التواصل الاجتماعي وقروباتها المختلفة سيعرف أن يوم أمس كان يوم حزْن وأسى في البحرين على من دخلت بتعاملها الراقي إلى قلوب مرضاها وبكتْها عيونهم التي عالجتها وأعادت إليها نورها ونضارتها حيث فاجأهم رحيلها لولا أنه هكذا نهاية الدنيا وحقيقة الحياة ومصيبة الموت،من جاء أجله رحل وغادر، ولم يبق له من ذكر في حياة الناس سوى عمله وإخلاصه ومآثره التي نحسب أن للدكتورة أم أحمد ذكرى عطرة وآثاراً باقية لايمكن أن تُنسى؛ فقد كانت مثالاً للمرأة المجتهدة والمتفوّقة التي كانت تحفر اسمها على الدوام في لوحة الشرف في مختلف المراحل الدراسية والجامعية،ثم هي المثابرة والمخلصة في عملها والمتميزة في تعاملها وعلاقاتها،الحاضنة لمرضاها والحنونة عليهم، وقامة رئيسية في تخصصها في طب العيون وجراحتها. وهي التقيّة الكريمة المحسنة سليلة عائلة الخير والجود أبناء الحاج محمود وزوجة عبدالمنعم ابن رجل البرّ والإحسان المرحوم جلال المير، وهي إحدى رائدات العمل الخيري بجمعية الإصلاح،وهي فوق ذلك نموذجاً يُحتذى للأم والمربية الفاضلة والداعية الملتزمة والحريصة على دينها،ثم هي الصابرة على مرضها الراضية بقضاء الله وقدره المحتسبة لأجرها عند خالقها حتى توفاها الله. رحم الله أم أحمد فقد تركت بصمة لاتُمحى.

سانحة :

قرأت يوم أمس نقلاً عن إحدى الموظفات العاملات مع الدكتورة هيفاء أحمد محمود رحمها الله أنّه من بين كل أربعة مرضى يتعالجون عندها يكون علاج أحدهم بالمجان مراعاة لفقره أو حاجته. نسأل الله أن يتغمدها برضوانه ويسكنها فسيح جنانه ويلهم أهلها وذويها ومرضاها الصبر والسلوان.

رأيان على “أم أحمد .. بَكتْكِ عيون أنتِ طبيبتها

  1. رحمها الله وغفر لها واسكنها جنات ، هى كما ذكرت ،
    ودائمة الابتسام ،
    وذات مرة بعد ان انهت الفحص قالت لى ما تحتاج فى الا بعد سنتين ، فقلت لها نحن نفحص سياراتنا كل سنة ؟
    ونحن أولى بالفحص من السيارة ؟ فضحكت ووافقتني على ما قلت.

    إعجاب

أضف تعليق