نافذة الجمعة

هديل الهشلمون

هديل صلاح الدين صادق الهشلمون ، فتاة فلسطينية تبلغ من العمر (18 ) عاما ، طالبة في سنة أولى بجامعة الخليل . أوقفها جنود الاحتلال الصهيوني في مساء ليلة عيد الأضحى المبارك أثناء عبورها البوابات الحديدية على حاجز “الكونتينر” المقام على مدخل شارع الشهداء وسط مدينة الخليل . حاول الجنود الصهاينة إجبار الفتاة على الخضوع لعمليات تفتيش مهينة وإجبارها على خلع نقابها لكنها رفضت وتمسكت بعدم خلعه أمام هؤلاء الأوغاد ، فعمدوا إلى تعطيلها وإذلالها ، وأصرّوا على طلبهم بخلع نقابها .

“هديل ” رفضت وفضلت أن ترجع ولاتخلع نقابها ، ولكنها حينما همّت بالعودة حاصرها الجنود وأطلقوا عليها عدّة رصاصات لتسقط على الأرض ثم تركوها تنزف إلى أن فاضت روحها إلى بارئها . ولأن القتل والاعتداء على حق الحياة عندنا بلاحساب فقد ذُبحت ” هديل ” بدم بارد من قبل اليهود المجرمين في ليلة عيد الأضحى المبارك ، ومن دون أن يضجّ العالم الصامت ببنت شفاه ، ومن غير أن تحرّك هذه الجريمة البشعة أي ساكن . وربما أعداد كبيرة من المسلمين – وليس غيرهم – لم يسمعوا شيئاً عن استشهاد ” هديل ” لتمسكها بنقابها وعزّتها بإسلامها.

في الواقع ؛ غالباً ما أشعر بالغثيان حينما ينبري بعض بني جلدتنا وأقوامنا للكلام عن التسامح ونبذهم للعنف والإرهاب والتحريض ، ويروجون للتعايش السلمي ، ويستطردون ويتصدّرون مجالس وواجهات و( سفرات ) يُجهدون فيها أنفسهم لبيان وإثبات إننا متسامحون إلى حد النخاع ومتعايشون إلى درجة الانبطاح أمام آخرين في الغرب وفي الشرق ليسوا سوى مجرمين وجزارين تلطخت أياديهم بدماء المسلمين ، لم يرعوا فيهم رحمة أو إنسانية ، يرتكبون من الانتهاكات مايفوق حدّ الوصف والخيال ، مذابح ومجازر وغياهب سجون تبقى شاهدة على أن هذه الكلمات التي يغثّنا بها البعض بين حين وآخر ليس لها محل في قواميسهم ، وغير قابلة للإعراب في تعاملهم مع قضايا العرب والمسلمين ، ولايرون فينا إلاّ أعداء يجب القضاء عليهم وبقرة حلوب ينبغي تجفيف ضرعها ونهبها مهما قدّمنا من أنواع التنازلات وصنوف الانهزام .

فالقتل بلاحساب أينما اتجهت في مناحي العالم الإسلامي ، لا لشيء سوى أننا صرنا خيولاً لاتصهل ! وأننا مطالبون على الدوام بأن نثبت للعالم – على الرغم من المذابح والمجازر التي ترتكب في حقنا – أننا متسامحون ومتعايشون بينما يمعن الآخرون في الإضرار بنا والتنكيل والفتك بكل ماله علاقة بالمسلمين .

سانحة :

أعربت الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا عن دعمها قرار موسكو شن غارات جوية والقيام بعمليات عسكرية في سوريا ، ووصفت هذا التدخل بـ ” المعركة المقدّسة ” . ولايزال البعض ( يقصّ على روحه ) بأن مايحدث ليس له علاقة بالدين ، وليست حرباً صليبية !!

أضف تعليق