راصد

1228 برجاً

قبل حوالي أربع سنوات من الآن ، بالضبط في 11 ديسمبر 2007م رفع مجلس المحرق البلدي توصية إلى وزارة شؤون البلديات والزراعة تتعلق بوقف تراخيص إنشاء أبراج تقوية الاتصالات بالمناطق السكنية في محافظة المحرق إلى حين التأكد من مطابقة المواصفات المحلية للمعايير الدولية وذلك للحفاظ على صحة وسلامة الأهالي . وبحسب هذه التوصية فإنه يُفترض أنه لا يمكن إقامة أي برج بعد ذاك التاريخ لأنه سيكون غير مرخص ، ومخالف للقانون .

وتبعاً لذلك ، فقد نال هذا ( الحظر المزعوم ) أو عموم مسألة مخاطر أبراج الاتصالات اهتماماً ربما غير مسبوق من المواطنين والمقيمين لما له من علاقة مباشرة بالصحة والقلق المتزايد من أخطارها ، خاصة مايُقال عن كون الموجات والترددات المنبعثة منها تسهم في الإصابة بالسرطان . ونتيجة لهذا الاهتمام قامت الحكومة الموقرة في 22 فبراير 2010م بالتعاقد مع ” رود وشوارتز ” وهو مكتب استشاري ألماني حيث كلفته بإجراء دراسات عن الموجات الصادرة عن أبراج الاتصالات وتقييم مدى خطورتها . وعلى ما نذكر أن التكليف حدد مدة شهرين للانتهاء من الدراسة إلاّ أنه حتى الآن – بحسب معلوماتي المتواضعة – لم يُعلن أحد عن نتائج هذه الدراسة وما توصلت له .

وبحسب منطق الأشياء ولوازم تطبيق القانون ونفاذه فإن هذه الأبراج قد تم إيقاف تشييدها في المحرق لسبب قرار مجلسها البلدي الصادر في 11 ديسمبر 2011م  أو على الأقل إلى حين ظهور نتائج مسوحات ودراسات المكتب الاستشاري الألماني ” رود وشوارتز “

غير أن المنطق شيء والواقع شيء آخر ، من يرفع رأسه إلى السماء ، في المحرق ( مثلاً ) ويلتفت يمبناً أو شمالاً ؛ فسيشاهد شواهق هذه الأبراج  ( الأشياب ) المسلّطة على صحتنا وبيوتاتنا قد ملأت الأفق المحرقي ، لاسيما في مناطقها السكنية ، التي تمنع منظمة الصحة العالمية إنشاء هذه الأبراج فيها !

يوم أمس نشرت صحافتنا المحلية أن مجلس المحرق البلدي قد أصدر قراراً جديداً يرفض بموجبه الترخيص لإنشاء هذه الأبراج !! والسؤال : لماذا قرار جديد طالما أن هنالك قرارا سابقاً صدر في عام 2007م ؟ يُفترض أن يتدارس مجلسنا البلدي أسباب عدم تطبيق قراره السابق وإزالة الأبراج غير المرخصة وإحالة أصحابها إلى النيابة العامة ، وإلاّ مافائدة إصدار قرار جديد على قرار سابق مماثل طالما أن المشكلة في التنفيذ والالتزام به .

الخبر المنشور يوم أمس يقول أن المحرق فيها حتى الآن (1228) برجاً .. ياترى من رخّص لهذا العدد الهائل ؟ وماتأثيره على سلامتنا ، ليس من ناحية الخوف من موجاتها وتردداتها فحسب وإنما أيضاً سقوط أجزاء منها – لاسمح الله – بسبب الهواء أو الأمطار أو ماشابه ذلك من مخاطر .

سانحة :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “سيأتي على الناس سنوات خدّاعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة ” قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟  قال: ” الرجل التافه يتكلم في أمر العامة ” .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s