راصد

ما للصلايب إلا أهلها

الأمثال الشعبية ، هي موسوعة كبيرة من الحكم والنصائح نشأت عن اختصارات أو إسقاطات معينة توارثها الآباء والأجداد حتى صارت حاضرة معنا ، نرجع إليها في بعض الحوادث والأمور ، نستخدمها فتكفينا الشرح والتفصيل ، ويكون استخدامه بمثابة التنبيه للاعتبار والتوقف عندها .

ومن أجمل تلك الأمثال الشعبية هو مانردده في ساعة الأزمات والنوائب ، نلتفت هنا وهناك نبحث عن الأبطال والشجعان فنناديهم ، ونقول لهم ” ماللصلايب إلاّ أهلها ” . ويُطلق هذا المثل في موروثنا الشعبي على الشجعان للذود عن وطنهم أيام محنته ( الصلايب ) . بالضبط كما رأينا في شباب صحوة الفاتح إخلاصهم وحبّهم وخوفهم على وطنهم ورفضهم للمساس بأمنه واستقراره والانتقاص من هيبة قوانينه .

الشباب الذين تجمعوا في الفاتح – رجالاً ونساء – هم أمل جديد في فضاء البحرين ، لا يجب النظر إليهم إلاّ وفق نتائج التغييرات التي حدثت في الربيع العربي ، ووفق مايدور من أحداث في وطننا العزيز . وعلى كل الأطراف ، ألاّ تتحسّس منهم أو تعاديهم – لا سمح الله – فأهل السنّة والجماعة قد تنازعتهم الفرقة وأضعف موقفهم التشتت وصاروا – للأسف الشديد –  تبعاً لذلك بلا صوت يُعتدّ به أو موقف يُعمل له حساب . مارأيناه يوم الجمعة الماضية في الفاتح حركة أزاحت شيئاً من جبل الإحباط الذي صار يجثم علينا في واقع لاندري : أين يتجه ؟! كل الدعم لهذا الحراك الشبابي لعلّه يحقق مالم يفعله الكبار في شارعنا الذي تعصف بقوته وصفوفه ووحدته مشاكل صنعناها بأنفسنا ؛ آن الأوان للتخلّص منها . ونأمل أن يكون الخلاص منها على أيادي الشباب ، هم نبض الأمم ومصدر حيويتها وتجدد عافيتها .

قصة الأب مع ابنيه :

قصتنا في البحرين كما قصّة الأب الذي لديه ابنان ؛ أحدهما اعتاد إذا أراد شيئاً أن يصرخ ويبكي ويكسّر ويخرّب فيُجاب إلى طلبه خوفاً من تكسيره ورغبة في إسكات صراخه وبكائه بينما الابن الآخر عاش هادئاً وقوراً ، سامعاً مطيعاً لوالده حتى إذا ما تأزمت أحوال الأسرة ، وتعرّض حاضرها ومستقبلها للخطر ؛ شعر الإبن المطيع بالخوف بسبب انصراف أبيه لأخيه ( الابن المشاغب ) حيث انشغل بترضيته ، تغاضى عن أخطائه ، عفا عن تطاوله ، تجاوز عن تعدّياته ، وبقي هو (الإبن المطيع ) بلا اهتمام يُشعره بوجوده ومكانته ويطمئنه إلى مستقبله ..

العربات الفارغة والممتلئة :

أحد القراء الكرام استفتى أصحابه في حسابه على موضوعي المنشور يوم الجمعة الماضية عن العربات الفارغة والممتلئة ، وطلب تسمية الشخصيات التي تصلح كعربة فارغة أو عربة ممتلئة في مجتمعنا .. فجاءت نتائج استفتائه كأنما هي معبّرة عن واقعنا بالفعل . لن أخوض في نتائج وأسماء استفتائه بالنسبة للعربات الفارغة لكنها في غالبها وضعت بعض النواب على قمّة هرمها أعقبها بعض الوزراء وقادة القوى السياسية .

 أما العربات الممتلئة ، المفعمة بالعمل والإخلاص ، البعيدة عن أسباب ( الشو ) المتصفة بالإنجاز بصمت ، فهم كُثر ولله الحمد ، ولولا الخوف من تخريب وقارهم وصمتهم في محراب الجدّ والمثابرة لذكرتهم بالاسم . على أنه من باب تقديم الشكر سأذكر ثلاثة من الوزراء احتلوا مراتب متقدمة في سجل العربات الممتلئة ، وهم : الشيخ خالد بن علي آل خليفة وزير العدل والشؤون الإسلامية والدكتورة فاطمة البلوشي وزير حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية القائم بأعمال وزير الصحة والدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم . فاللهم أكثر في بلادنا من العربات الممتلئة .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s