راصد

بين ( تمرّد ) المصرية والبحرينية !!

مرفوض تماماً أن تقوم المعارضة عندنا باستنساخ حركة ( تمرّد ) المصرية وأخذ لبوسها والسعي للتحشيد لها بعدما أن رأت أنها نجحت في أرض الكنانة وحققت أمنيتها في القفز على شرعية النظام الحاكم هناك ؛ فتلك الحركة مشبوهة الدوافع والآليات ، ظهرت فجأة خلال شهر أو شهرين ، ثم تصدّرت المشهد السياسي للمعارضة المصرية وأصبحت بديلاً أو ( زعيماً ) لكل أحزاب المعارضة – على عراقتها وقدمها – بما فيها جبهة الإنقاذ !

القيام والنهوض السريع لهذه الحركة ورعاية إعلام مايُسمى ( الفلول ) وأعوانه لها وإظهارها بلباس (البطل) الذي لم يحتاج سوى يومين ، يومين فقط للحشد وإلغاء الشرعية والإطاحة بالرئيس المنتخب وتعطيل العمل بالدستور في مصر ؛ لاشك أنه أمر يبعث على الريبة والخوف من كون أن هذه الحركة – ربما – ليست مقصورة أو مصنوعة لمصر وحدها وإنما قابلة لأن تتمدّد ويتلقفها ويتبناها آخرون لتكرار سيناريو القفز على شرعية الحكم في بلدان أخرى تريد ( المشيئة ) الأمريكية لها عدم الاستقرار وإنعاش منتجها المسمى بـ (الفوضى الخلاّقة ) فيها .

وهذا ماحدث بالفعل ، حيث لم يمض سوى يوم واحد أو يومين حتى تم الإعلان عن مثيل لتلك الحملة في الأردن ، ثم مالبث الإعلان عن تحديد موعد لها في البحرين أيضاً ، أخذ ذات رقم (14) فبراير ليكون (14) أغسطس .  الشك والقلق والريبة من هذه الحركة ( تمرّد) يزداد بعد أن بدأت تتكشف علاقة بعض مؤسسيها المصريين بإيران وانتشار ( فيديوهات ) في هذا الصدد ، منها خروج المتحدث الرسمي لحملة تمرّد المصرية على قناة العالم الإيرانية ( التي تعرفونها ) يؤيد ما أسماه ثورة البحرين ويهاجم العائلة الحاكمة و(وزير خارجيتنا ) ! و(فيديو ) آخر يتحدثون فيه من على منصة مظاهرات ميدان التحرير تأييداً لبشار الأسد وشبيحته في سوريا ! وأعتقد أن قادم الأيام قد تكشف المزيد .

غير أنني أصبحت أستشعر مقدار حرج وارتباك و( تلعثم ) البعض عندنا إزاء إعلان المعارضة البحرينية عن نسخ حملة التمرّد المصرية وعزمهم تكرارها محلياً في التاريخ الذي أعلنوه في الشهر القادم ، حيث أن هذا البعض قد تعجّل أو سارع فبارك وأثنى على ( تمرّد ) المصرية وأشاد بفعلها ، بل غنّى و( هلّل ) بالنتائج التي حققتها في جمهورية مصر العربية رغم علمه بأن فعلها إنما هو خروج على شرعية النظام الحاكم وتجاوز للديمقراطية وخيارات الشعب في صندوقه الانتخابي . وبالتالي ؛ أعتقد أنهم – هذا البعض – اليوم قد وقعوا في إشكالية مبدئية ، مابين : تأييد ومباركة ( تمرّد ) المصرية ورفض ومعارضة ( تمرّد ) البحرينية ، أي تأييد الخروج على الشرعية هناك ورفض هذا الخروج عليها هنا ! وقديماً قيل : مالاترضاه لنفسك لاترضاه لغيرك ..

سانحة :

ربما تكون حملة ( تمرّد) شرارة بدأت في مصر ؛ لكن من أشعلها : هل سيطفئها هناك ؟!

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s