راصد

أحمد بن الشيخ صالح بن ابراهيم بن علي بن صُباح بن علي

 

هو أحد علماء مدينة المحرق الأفاضل ، عاش مابين الفترة (1870- 1904م). تولى الخطابة بجامع المحرق الكبير ( جامع الشيخ محمد بن جمعان المسمى حالياً جامع الشيخ عيسى بن علي آل خليفة ) . وتلك الفترة لم يكن بالمحرق سوى جامعين : اولهما : جامع الشيخ محمد بن جمعان وثانيهما الجامع المسمى حالياً بجامع الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة .

أسرة الشيخ أحمد من الأسر المحرقية القديمة ، اشتهرت بالعلم والفضل والصلاح منذ زمن بعيد ، فقد كان جد الأسرة الشيخ صالح بن ابراهيم المتوفى سنة (1876م) من كبار أهل العلم في وقته . وهو والد الشيخ أحمد حيث نشا في كنفه نشأة صالحة وتعلم منه المباديء من قراءة وكتابة وخط وفقه شافعي وحفظ قسطاً وافراً من القرآن الكريم . ولما بلغ الشيخ أحمد الست سنوات تُوفي والده الشيخ صالح فتولى العناية به الشيخ محمود بن عبد القادر إمام مسجد بن شدّة بالمحرق ، علمه بعض العلوم الشرعية قبل أن يقوم بإرساله إلى العالم الفاضل الشيخ عبدالله بن أب بكر الملا الإحسائي في الإحساء لإكمال تحصيله العلمي على علمائها ليظل هناك أربع سنوات .

أما أعماله ووظائفه فقد عينه صاحب العظمة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين إماماً وخطيباً في جامع الشيخ محمد بن جمعان ( جامع الشيخ عيسى بن علي آل خليفة ) كما كان يقوم بكتابة عقود الزواج والطلاق لأهالي المحرق . كما كان في البحرين آنذاك عدة من ( مدارس ابتدائية ) يلتحق بها من يريدون استكمال التعليم فوق مرحلة ( المطوّع) فكان الشيخ أحمد يتولى التعليم في مدرستين من هذا النوع ، إحداهما عند بيوت بن مطر والأخرى عند بيت المنصور . وكان من أبرز صفات الشيخ أحمد بن الشيخ صالح الورع والتقوى ، شديداً في الحق لايخاف في الله لومة لائم ، محبّاً للصالحين عطوفاً على الفقراء والمساكين .

تُوفي الشيخ أحمد بعد حياة حافلة بكافة الخيرات ، وذلك اثناء توجهه لأداء صلاة الفجر عن عمر ناهز الثالثة والثلاثين عاماً ، حيث انتشر خبر وفاته في المحرق وحزن عليه أهله ومعارفه .

في الأسبوع الماضي تلقيت اتصالاً عزيزاً وأثيراً على نفسي من الكاتب والأديب الأريب ، صاحب كبير فضل علي في الكتابة والمعرفة ، الاتصال كان من الفاضل حافظ الشيخ حيث أهدى إلي كتاب ( لمحة من حياة أحمد بن الشيخ صالح بن ابراهيم بن علي بن صُباح بن علي) الذي صدر حديثاً كإضافة علمية وتوثيقية للمؤرخ بشار الحادي ، زاده الله علماً واطلاعاً وحماساً لتدوين تاريخ ربما اعتراه الإهمال والنسيان لعلماء وأعيان خطّوا للبحرين تاريخاً عريقاً في العروبة والإسلام ، حافل بالمجد والعطاء ينبغي أن تلتفت مختلف جهات الدولة إلى حفظه وتوثيقه وتوريثه لأجيالنا ، من أجل حفظ الهوية والانتماء التي يجري المساس بها أو الإساءة إليها والتشويه فيها دونما أن يكون هنالك حراك مواجهة حقيقي لهذا العبث ، أعني العبث في لغتنا وثقافتنا وتاريخنا .

سانحة :

كان الشيخ أحمد بن الشيخ صالح يعتبر الدولة العثمانية هي حامية الإسلام آنذاك ، فكان يدعو في عدة خطب له للسلطان العثماني عبدالحميد بالنصر والتأييد، فيقول على سبيل المثال في إحدى خطبه : ” اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، وانصر عساكر الموحدين وأدِم الظفَر والتمكين لعبدك السلطان عبدالحميد ابن السلطان عبدالمجيد ، اللهم أقم علم الجهاد ، وأصلح سبل الفساد ، وانشر رحمتك على العباد “

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s