نشرت صحافتنا المحلية يوم أمس الأول خبراً حمِل عنوان ” إنشاء أسواق وحدائق وسواحل بجميع مناطق المحرق ” وفي مضمونه كلام كثير عن خطط ورؤية واستراتيجية وما شابه ذلك من كلام ووعود ناجمة عن اجتماعات ولقاءات هي بحاجة لأن يراها الناس في أرض الواقع ويكحّلوا أعينهم بالنظرإليها قائمة بالقرب منهم وليست على متون الصحف وتحت الأضواء الكاشفة . والحقيقة أن المحرق على كثرة الوعود فإنها ستقول شكراً هذه الأيام لمن يقوم بتنفيذ مشروعين هامين فيها فقط والاكتفاء بهما أو تأجيل بقية السواحل والحدائق والأسواق ( المشار إليها في التصريح المذكور ) إلى أن تأخذ مداها في الأحبار والأوراق والتداول الإعلامي والصحفي.
المشروعان اللذان طال انتظارهما مثلما طالت القراءة عنهما هما : أحدهما : ساحل واحد فيها وليس سواحل – مثلما جاء في الخبر – للدقة ساحل قلالي الموعودين به منذ بضعة سنوات دون أن يرى النور حتى الآن . وللعلم فإن جزيرة المحرق لا يوجد بها ساحل يحمل المقومات الرئيسية والترفيهية لمعنى ساحل . وأما المشروع الثاني الذي سنقول لمنفذيه شكراً فهو حديقة المحرق الكبرى ، وهي عبارة عن أرض شاسعة مهملة رغم أنها مخصصة لمشروع الحديقة ، تم وضع حجر الأساس لإعادة الحياة فيها أكثر من مرة ، وانتقلت من مستثمر إلى مستثمر على مدار عدّة سنوات ، ربما تصل إلى الخمس ، أقل أو أكثر ، لكنها بالرغم من ذلك لم يتمكن أحد من إعادة الحياة لها ، هي على ذات الحال أيضا منذ كل تلك السنوات من الوعود والتصريحات إيّاها ، مع أن الأهالي لا يطلبون سوى أن يجري افتتاحها بمجرّد مسطحات حشائش وزراعات بسيطة أعتقد أنه لو تم فتح المجال لتطوّع الأهالي أنفسهم بزراعتها بدلاً من تركها طوال هذه السنين .
وبالتالي لاتحتاج المحرق إلى تصريحات عن سواحل وحدائق ( بصيغة الجمْع ) بقدر حاجتها إلى تنفيذ ( صيغة المفرد ) لمجرد ساحل واحد وحديقة واحدة موعودين بهما في خطط ورؤى واستراتيجيات سابقة منذ عدّة سنوات .
سانحة :
من التعليقات الجميلة التي وصلتني عن موضوع عمودي يوم أمس بشأن مصادر الأخبار والمعلومات ، التعليق التالي من أحد القراء الكرام : مثلما يحتاج العالم إلى تقنية المعلومات ، فكذلك يحتاج وبصورة أكبر إلى تنقية المعلومات ..