نافذة الجمعة

الدواعش والحوالش

الدواعش هو اسم جديد ، بدأ يظهر في سماء المنطقة كمصطلح يُشار فيه إلى الإرهابيين أو التكفيريين في سوريا بالذات ، ثم سرعان ما انتشر في العالم وطارت به الركبان ليشمل في وصفه لكل المجاهدين وفصائل الثورة السورية، وصار وصفاً شبه عام يُطلق على أي صاحب فكر وتوجه إسلامي يعارض نظام الأسد الذي استباح الأعراض والدماء وذبح مايفوق المائة ألف من أبناء وطنه في واحدة من أبشع المجازر التي شهدها التاريخ .

قد يكون الدواعش فصيل تكفيري أو فريق ضلّ طريقه وربما هو صنيعة مخابراتية أو حتى إيرانية لخلط أوراق المجاهدين في سوريا وتشويه صورتهم وإنجازهم ، وربما هم صادقين لكن تولّتهم ( مكائن) الإعلام تدليساً وتشويهاً بغرض التنفير منهم والتحريض عليهم وقلب الطاولة على الثورة السورية من أجل الإبقاء على النظام النصيري .

وسواء هذا الاحتمال أو ذاك فإن العالم الآن يشن حرباً لاهوادة فيها على هؤلاء الدواعش شاملاً معهم جميع من يقاتل النظام السوري ، وأن معادلات التأييد للثورة السورية قد اختلّت بسببهم أو بسبب الحرب عليهم ، وربما يصل هذا الخلل في تحوّلاته ونهاياته القريبة إلى تأييد الإبقاء على نظام الجزار والهجوم على الضحية !

أما الحوالش فهم مقاتلون اصطفوا علناً – وليس – سراً إلى جانب نظام بشار الأسد ، أسسوا ألوية وفرق ، تدفقوا من كل الأنحاء على سوريا ، نصرة لطائفتهم ، بعضهم بشكل تطوعي وأكثرهم بشكل رسمي وتنظيمي ومدعوم ومموّل ، معلن ومُجاهر به دون خوف أو مواراة ! فإيران تقول عن حوالشها المرسلين هناك إلى سوريا – مثلاً – في أحدث تصريحات مسؤوليها ، وهو العميد غلام علي رشيد نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية ” أن بلاده تساند سوريا بلا حدود لأنها تشكل جبهة الدفاع الأمامية عن إيران ” وأضاف : ” أن تشكيل قوات الدفاع الوطني في سوريا جاء بتوصية من قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني وبإشراف من وحداته المتواجدة في الأراضي السورية ” . وأما حزب الله اللبناني فإن زعيمه حسن نصر الله لايترك مناسبة إلاّ ويعلن أن مقاتلي حزب الله موجودون في سوريا وأنهم باقون حتى النصر .

الحوالش لايتدفقون على سوريا من إيران ولبنان والعراق فقط وإنما حتى من دول الخليج ، وقد تم الإعلان غير مرة عن قتلاهم ودفن جنائزهم ، والمؤكد أنهم – الحوالش – يعلنون دعمهم ويرسلون رجالهم ومقاتليهم إلى الأراضي السورية جهاراً نهاراً ، دونما حسيب أو رقيب ولاينطبق عليهم أي نوع من المحاربة أو الملاحقة التي تنصبّ فصولها على الدواعش الذين لا أدافع عنهم لكن متطلبات الإنصاف تستدعي أن نقول يجب أن تشمل تلك الفصول الدواعش والحوالش على السواء .

أضف تعليق