نافذة الجمعة

ورطة الحملات الانتخابية والبترول !

بالنظر إلى أن أغلب آمال المواطنين وجلّ أمنياتهم وطلباتهم بأن المجلس النيابي القادم سيسهم في معالجة مشاكلهم المعيشية وتعديل سويّة حياتهم من خلال تشريعات أو مبادرات يتطلعون لأن تتركز على نحو خاص في أمرين لهما أهمية بالغة : الأول : زيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين لتتماشى مع المتطلبات المتزايدة وتستطيع الصمود أمام غلاء الأسعار في شتى مجالات الخدمات وأنواع السلع المختلفة . وثانيهما : إيجاد حلول عاجلة وجذرية للمشكلة الإسكانية المتفاقمة والحدّ من تضخّم قوائم الانتظار ، ومعها إلغاء قرار دمج راتب الزوج والزوجة في طلبات الخدمات الإسكانية .

وإزاء هذين المطلبين الملحين – بحسب تقديري المتواضع – فإن المترشحين النيابيين سيعطونهما الجانب الأكبر والأهم في حملاتهم الانتخابية وسيؤكدون على زيادة الرواتب وحلحلة الأزمة الإسكانية في برامجهم ووعودهم للناخبين ، وسيكون غالب تصريحاتهم ولقاءاتهم مع المواطنين في خيامهم ومقراتهم الانتخابية تتعلق بهذين المطلبين ، وسيقطعون العهود ويدغدغون المشاعر والعواطف بشأنها ؛ هكذا يُتوقع ويُفترض لولا أن هنالك ورطة حقيقية ، وربما صدمة لم تكن في حسبانهم ستجعل من تلك الوعود والعهود غير ذات قيمة تقريباً ، أو لايستطيعون شرح كيفية تحقيقها في معايش الناس ، وقد تجعلهم يضربون أخماساً في أسداس خاصة في ظل التنامي المتوقع للوعي المجتمعي وصعوبة استمالة الناخبين بكلام عام وإنشائي لايستند على تدابير إجرائية ودراسات علمية وأطروحات واقعية تجعل من مسألة تطبيق الوعود أمراً ممكناً.

الورطة التي ( ستخرّب ) على المترشحين وعودهم و( تربكهم ) هي أزمة الانخفاض غير المتوقع في أسعار النفط وتراجعها الحالي إلى مستويات لم تصل إليها منذ أربع سنوات ! وانتشار حالة قلق وترقب على الكثير من مراكز صنع القرار السياسي والاقتصادي في العالم ومخاوفهم من تداعيات هذا التراجع غير المسبوق وماقد يسببه من – ربما – انهيارات اقتصادية ستكون لها تأثيرات وخيمة ، وغير قليلة على جميع الدول ، وليست البحرين في منأى عنها .

ويزداد حجم هذه الورطة إذا عرفنا أن الميزانية العامة للدولة للسنتين القادمتين 2015-2016م هي ستكون من أوائل الموضوعات المطروحة للدراسة والموافقة عليها في المجلس النيابي بعد انتخاب أعضائه وحال انعقاده ، وسيكون حجم الدّيْن العام والعجوزات المالية فيها حجر عثرة أمام تحريك ذالكم المطلبين الملحّين ، وقد تُنهي أزمة انخفاض أسعار البترول الآن أي آمال وطموحات بشأنهما في بحث الميزانية القادمة ، وقد تجعل من أحاديث المترشحين حولهما مجرّد ظاهرة صوتية وجعجعة بدون طحين .. لاشكّ أنها ورطة حقيقية ، ليس وقتها . وكان الله في عون المترشحين .

سانحة :

كتب أحدهم : ” كل يوم نسمع خبر وفاة أحد ، وها أنا وأنت ننتظر دورنا .. فيا ربّ أحسن خاتمتنا ” .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s