راصد

السراب المسمّى بالعوائد غير المباشرة !

بينما تطحن المواطن الظروف المعيشية الصعبة ويئن تحت وطأتها ، ويعاني من شدّتها ، وتعوزه الحاجة له ولأبنائه وأسرته ، وتحاصره الديون والقروض حتى أصبحت لازمة من لوازم حياته ، بل وانتمائه البحريني ( مافي بحريني ماعليه قرض ). ويحدث ذلك من دون أن يشعر هذا المواطن بأي طارئ حقيقي وملموس لتحسين أوضاعه وتعديل سويّة حياته وتخفيف سوء أوضاعه أو مساعدته على مواجهة تضخم وغلاء الأسعار وتضاعف مختلف الأعباء ، بينما الأمر على هذا الحال ؛ يخرج علينا بين حين وآخر من يبشّر أو يروّج لمشروعات أو سباقات أو مهرجانات أو ما شابهها من فعاليات وأنشطة يتصوّر الناس بسبب هذا الترويج – عن فوائدها ومنافعها على الاقتصاد والاستثمار والسوق المحلية والسياحة و… إلخ – أن أبواباً من الخير والرزق ستنهال عليهم وأن ما سيتم جنيه من وراء هذه الفعاليات سيكون قيمة مضافة للدخل القومي تسهم – مثلاً – في رفع الميزانيات أو خفض العجوزات والديْن العام أو تعدّل الرواتب المتدنية أو تزيد من مخصصات الإسكان أو تحقق أي مكتسبات ينتظرها المواطنون ويتوقعونها كنتيجة لهذا الترويج والتسويق عن منافع وفوائد تشرأبّ لها الأعناق وربما يسيل لها اللعاب من كثرة الكلام عن مردوداتها الاقتصادية والمالية .

بل إن البعض أثناء فترات الترويج عن هذه الأنشطة يذهب بعيداً في ( المبالغة ) فيضع أرقاماً كبيرة للعوائد ، تكون في أحيان كثيرة في خانة الملايين من الدنانير قبل أن يتفاجأ الناس بعد انتهاء هذه الفعاليات والمسابقات بأن كل التصريحات و( المبشرات ) والآمال والتطلعات عن تلك المنافع والفوائد إنما هي أشياء غير ملموسة ويصعب الشعور أو الإحساس بها أو البناء عليها ، وعادة ما يسمّونها أثناء التبرير بـ ( العوائد غير المباشرة ) وعرفها واعتاد المجتمع على أنها كالســراب الذي كلّما اقتربنا منه لم نجده شيئاً !!

ويُقال حينذاك : لاتتعجلوا النتائج والفوائد ، وعليكم بالصبر والمصابرة ، ولاتكثروا التدقيق في العوائد المباشرة التي لاترونها .

أعتقد أنه قد آن الأوان لاختصار المشروعات والفعاليات والمهرجانات ذات الكُلف الباهظة والعالية ، ذات المردودات والعوائد غير المباشرة ، والتوجه نحو تلك المشروعات والاستراتيجيات التي يجب أن يظهر للعيان نفعها وتقيل العثرات وتفرّج الكرب وتقرّ الأعين بأرباحها وإضافاتها على الدخل القومي وتأثيراتها المباشرة على معايش الناس و حاضر أيامهم بدلاً من تلك التي تكاليفها وخسائرها وهدرها من المال العام أضعاف مضاعفة من ( سالفة ) السراب المسمّى بالعوائد غير المباشرة ..

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s