راصد

حتى لاننسى

من يشاهد التحشيد الأوروبي وبالذات الفرنسي على الإرهاب هذه الأيام ؛ ربما يصدّق أن هؤلاء ( العلوج ) إنما هم حمائم سلام ودعاة إصلاح و( حمْل ) وديع تقلقه الانتهاكات وتقضّ مضاجعه الاغتيالات ويتفطّر حزناً على إزهاق الأرواح أو لايطيق رؤية مشاهد إراقة الدماء ، ويرفض الاعتداء على حق الحياة ، وتؤلمه صور قمع الحريات ، سواء الدينية أو المدنية ، وينتابه القلق والخوف على حقوق الإنسان وما إلى ذلك من ( تصديقات أوهام ) ربما تنطلي عن عمد أو عن غير عمد أو حتى عن سذاجة و( بلاهة ) على كثيرين باتوا يتأثرون بالميديا الغربية التي تصوّر أو تحذّر من الإسلام لكنها لاتجرأ على النطق بذلك فاستبدلته بكلمة ( الإرهاب ) لتمرير حربها المسماة ( إسلامفوبيا) على السذّج والحمقى والسابحين في أفلاكهم ، أو مسلوبي الإرادة والقرار ، أو ممن لديهم ثأر أو خوف متأصل من الإسلام وجدوا فرصتهم في ظل هذه الظروف التحشيدية .

الحقائق والوقائع تقول أن هؤلاء قد تلطخ تاريخهم بالخزي والعار في سفكهم للدماء وقتل الشعوب وذبح المعارضين والمقاومين ، وبلداننا العربية والإسلامية تضجّ من الشواهد على مذابحهم وجرائمهم التي راح ضحيتها آلاف ، بل مئات الآلاف من أبناء شعوبها ، ويكفي أن الجزائر قد صار لها اسم مرادف هو ( بلد المليون شهيد ) ؛ ابحثوا عن من ذبح هذا المليون ، فستجدون جزّاريهم في فرنسا التي تتباكى وتحشد العالم اليوم لأجل مقتل (12) فرنسياً فقط ، بينما قواتها مع قوات الآخرين استباحت أرواح ودماء آخرين بلا حساب وبلا عدد ، وكذلك بلا خجل أو حياء حتى أن مجلة “الايكونوميست ” كتبت في افتتاحيتها بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 ” نحن نهاجمهم، ونقصفهم، ونذهب آلاف الكيلومترات لقتالهم، وعلينا أن نتوقع أن يأتي إلينا من يحاول الرد والانتقام”.

هم يغتصبون ماشاء لهم من بلاد المسلمين و( يعربدون ) فيها ويعيثون بمقدّراتها وشعوبها قتلاً ودماراً واحتلالاً ونهباً واستنزافاً ، القتلى وفواجع الأيتام ومآسي الثكالى التي صنعوها – ولا زالت – وخلّفتها آلة الفتك والدمار في العراق وفلسطين وأفغانستان والصومال وغيرها من بلداننا ، كلها شواهد ودلائل على إرهابهم . بل أسلحتهم وطائراتهم وبوارجهم وصواريخهم دكّت حتى الخرائب والكهوف وأبادت قرى بأكملها ودفنت الناس وهم أحياء تحت أنقاض بنيانهم وبيوتهم من دون أن ترفّ لهم عين أو تنهض فيهم أية أحاسيس من مشاعرهم الفياضة هذه الأيام حزناً واستنكاراً على مجرّد قتل (12) فقط (12) ، لانؤيد أو لانفرح لقتلهم ؛ لكن طبّاخ السّم أحياناً يتذوقه ..

سانحة :

خطوة موفقة وتستحق الإشادة هي اللقاء الذي نظمه النائب محمد الجودر في مساء يوم الأحد الماضي في صالة الحساوي لأهالي دائرته في قلالي حيث ناقش معهم الموضوع الهام المعروض هذه الأيام على مجلس النواب ، وهو برنامج عمل الحكومة للسنوات 2015- 2018م ..

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s