كلمة الوزير في اللغة – بحسب موسوعة ويكيبيديا – تم اشتقاقها من كلمة وِزر، وهي تعني الحمل الثقيل والمرهق والشاق. ورأي يقول أنها مأخوذة من الوَزَر الذي هو الملجأ، وقيل أيضا أنها مشتقة من الأزْر، وهو الظهر . وفي معجم تهذيب اللغة : قيل لوزير السلطان وزير، لأنه يَزِر عن السلطان أعباء تدبير المملكة، أي يحمل ذلك. أما كمصطلح فهو – الوزير – عضو في حكومة دولة ما يقودها رئيس مجلس وزراء يكون مسؤولاً أمامه عن أداء وزارته ، ومدى التزامها بإنفاذ قراراته.
بمعنى أن الوزير إنما هو منصب سياسي يمارس دوره في الإشراف العام على تنفيذ برنامج عمل حكومة وسياستها وفق أدوار مفترضة قائمة على التخطيط والتطوير لعموم إدارة الدولة وتسيير شؤونها وتدبير حاجاتها من خلال هذه الأدوات ( الوزارات ) . وهذه الأدوار قابلة للقياس والمتابعة والتقييم . وكل ذلك يكون وفق آليات وإجراءات عامة يجب ألا ترتبط في الوزارة بشخص الوزير ، حيث أن أجهزة الوزارة تمارس عملها على أصول فنية وإدارية ومعتمدة على لوائح وأنظمة لاتترك مجالاً لأن يكون قرار التغيير والتطوير فيها محكوماً برؤى وتوجهات فردية مناطة بالوزير تدور معه حيث دار ، وتنقلب تلك الخطط (180) درجة عندما يتبدّل بوزير آخر فتكون مؤسساتنا ووزاراتنا بمثابة شبه ملك خاص للوزير لا يشاركه في إدارتها أحد سوى تفكيره وتوجهاته و( مزاجه ) دونما اعتبار لآليات ومقومات العمل المؤسسي والجماعي المفترضة .
الذي يحدث عندنا – وفي غالب دولنا العربية والإسلامية – أنه حينما يأتي وزير في أي وزارة يمكن أن ينسف جهود وإنجازات سابقيه ويبدأ في خطط تطوير وإعادة تنظيم وفحص وتشخيص فتتوصل إمكانياته وقدراته إلى أن الخلل – مثلاً – في قاعدة الهرم ، ثم يبدأ العمل بمعالجة قاعدة الهرم حسب استنتاجاته . ولكن حينما يتبدّل هذا الوزير ويأتي وزير آخر ليبدأ الفحص والتشخيص مجدداً فيظهر له أن الخلل ليس في قاعدة الهرم مثلما توصل إليه من سبقه ، وإنما في رأسه ! وربما يأتي وزير آخر فيقرر أن العلّة في وسطه أو مكان آخر ليست في القاعدة ولا في الرأس ، وهكذا ينطبق ذات الأمر أيضاً على الاستراتيجيات التي هي في تعريفاتها المهنية تكون مددها صالحة لخمس أو عشر سنوات أو أكثر ، إذ أصبحت من كثرة استخدامها مع تبدل الوزراء بمثابة الكلمة الممجوجة التي إن ذُكرت عدّها الناس مجرّد ( فشنق إعلامي ).
قليلون من الوزراء الذين يدركون معنى صفة الإشراف العام المكلفين بها ، فيكون تميزهم وبصماتهم محل إشادة وفخر، وعلى قدر اهتمامهم بالمسائل الكبرى ورعايتهم لإنجازاتها ومخرجاتها يكون علوّ مستواهم ومكانتهم عند الناس . بخلاف آخرين كلما زاد فراغ الإبداع والأفكار عندهم وتعاظم خواء التخصص والعلم اتجهوا إلى متابعة صغائر الأمور و( توافهها ) في وزاراتهم فأعطوها من الاهتمام أضعاف ما كان يجب أن يُعطي محال الفعل المفترض وميادين الإنجاز الحقيقي من رعاية وعناية .
وبهذه الطريقة ، ولأن الفهم السائد أن الوزير يملك وزارته ، وليس منصباً سياسياً يمسكه فترة من الزمان يطبق سياسة حكومته ويشرف على تنفيذ برامجها ثم يتبدّل ولا يُخلّد فيها ؛ لهذا السبب راقبوا أين تتجه أو تتركز اهتمامات وزرائكم لتتعرفوا على من يمسكها كقطاع وطني عام يعضد أداء الدولة ، وعلى من يمسكها كـ ( عزبة ) خاصة.
سانحة :
مرض متلازمة الفشل والظهور الإعلامي : تعني كلما زاد ظهور الأشخاص في الإعلام والصحف نتيقن أنه تعبير نفسي عن الفشل وتغطية للعجز عن الإنجاز .