في أواخرالأسبوع الماضي انتشر بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة فيلم قصير ، رائع في مضمونه وفكرته تجاوزت مشاهداته في خلال يوم واحد خانة الآلاف ، وأتوقع عند نشر مقالي أن يكون – ربما – وصل خانة عشرات الآلاف . روعة الفيلم لاتنحصر فقط في موضوعه وإنما أيضاً حالة الإبداع التي باتت تتكشف لنا من الطاقات الشبابية التي تظهر علينا بين حين وآخر بمبادرات نوعية ومتميزة ، تستفيد من تكنولوجيا ( الميديا ) تعبّر عن حالة تدفق حماس لخدمة وطنهم بخدمات اجتماعية وتوعوية تسدّ عجز أجهزة وإمكانيات كبيرة كان الأولى أن يكون لها سبق القيام بها .
الفيلم القصير حمِل عنوان ” أنا خالد ” وهو من إنتاج مبادرة إشراقات التابعة للجمعية البحرينية لتنمية المرأة ضمن حملة ( مابنسكت ) لحماية الأطفال من التحرّش الجنسي . وقصة الفيلم عبارة عن عمل فني تقوم به رسامة متخصصة بالرسم في الرمل ، ويقوم بإلقاء القصة الطفل خالد ويسرد أحداثاً وقعت مع صديقه أحمد عندما قام أحد الاشخاص بالتحرش بأحمد، وكيف قام خالد بالتصرف لإنقاذ صديقه من هذا الموقف الخطير ، ثم ينصحوا من هم في سنّهم ويطلبوا منهم الحذر من الغرباء وألاّ يترددوا في البوْح لآبائهم وأمهاتهم مما يصادفهم أو يخادعهم “.
الهدف من الفيلم هو إيصال رسالة إلى الأطفال أنهم مايسكتون إذا وقع عليهم التحرش أو على أحد أصدقائهم بأسلوب قصصي وفني جميل . لا أستطيع أن أتجاوز هذا الفيلم القصير في مدّته ، والكبير في هدفه وإبداعه دون أن أشكر القائمين عليه ، وهم كلهم متطوّعين اجتمعوا على فكرته والخروج به بهذا الشكل الهادف الجميل المميز . فكرة الفيلم لـ محمد بدر السيد وهو بإشرافه مع مريم علي مهيزع ، التصوير والإخراج أسامة محمود البلوشي ، أداء الصوت للطالب يوسف جمال الحايكي ، الرسم زهرة عيسى ، كتابة النص والسيناريو سوسن يوسف ، الموسيقى والمؤثرات أحمد عبدالعزيز بوجيري ، مراجعة النص فالح الرويلي ود. شريفة سوار وفاطمة فقيهي ، الترجمة محمد نور عبدالواحد ومحمد عبدالحكيم العرادي . وتولى رعايته كلاّ من بنك البحرين والكويت وبنك البحرين الإسلامي وجمعية العائلة البحرينية .
الأخ العزيز ، الناشط المعروف خالد الخياط ؛ تولى حملة أخرى لهذا الفيلم المميز حيث اقترح أن يتولى تلفزيون البحرين عرض الفيلم وتكرار عرضه ، واقترح على طيران الخليج بثّه في رحلاتها ، وكذلك شركة البحرين للسينما لتعرضه في دور السينما التابعة لها ، خاصة أن الفيلم قصير ، ربما لايتعدّى الخمس دقائق لكن له أثر كبير في توعية الأطفال وحمايتهم من التحرش الجنسي .
سانحة :
نشكر سعادة الدكتور ماجد النعيمي وزير التربية والتعليم على إعلانه تخصيص بعثات دراسية لحفظة القرآن الكريم كاملاً ، فمثل هؤلاء يستحقون الدعم والرعاية ، وهذا أحد أنواع التكريم اللازم لهم .