راصد

رحلة البحث عن مكاسب

من قرأ وتابع مانشرته الصحافة المحلية في أواخر الأسبوع الماضي عن المشروعات المدرجة على ميزانية العامين 2015-2016 في مختلف المجالات الخدمية من صحة وإسكان وتعليم ومرافق و … إلخ سيكتشف بكل سهولة أن كل الكلام والتصريحات السابقة التي مافتأت تطرق المسامع وتُفتّح العيون و( يسيل لها اللعاب )عن مشروعات ومكاسب وإنجازات وتطويرات إنما كانت مجرّد سبق أو بروز إعلامي ( لحظي ) لم يترتب عليه أية تكاليف والتزامات كان من المفترض أن تجعل من تلك التصريحات حقائق قائمة على الأرض بدلاً أن تكون أحباراً على ورق .

وسيكتشف القراء والمتابعون للمشروعات الواردة في هذه الميزانية للعامين القادمين ، وهي الميزانية التي تم وصفها بأنها ( مفصّخه ) ؛ بأن المواطنين – ربما – قد تعرّضوا لعمليات بيع هواء لاينقصها الوضوح ، ولاتخطئها الأرقام والمعلومات الواردة في هذه الميزانية ( المسكينة ) التي بُنيت عليها أحلام وتوقعتها أمنيات وطموحات كثيرة ومتنوعة على مدار الأشهر الماضية فإذا هي تفاجأهم – الميزانية – بأنها تقريباً يا ( دوب ) تمشّي الرواتب الحالية ، بل وأن الاقتراض الذي فيها سيكون أيضاً لأجل دعم السلع والخدمات الأساسية ، وهو الدعم – الذي بالمناسبة – أصبح اليوم على ( كفّ عفريت ) ليس واضحاً أين سيحطّ رحاله ، سواء بالنسبة للحوم أو الكهرباء أو المشتقات النفطية أو الطحين أو ما شابهها .

غير أن الواقع هو أن السلطتين التنفيذية والتشريعية الآن في ورطة لاتُحسدان عليها ، حيث أن كليهما قد ( عشّما ) المواطنين بوعود ورفعوا سقف أمنياته خاصة أيام الانتخابات النيابية السابقة حيث أن الجميع قد بذل جهوداً كبيرة لدفع الناس للمشاركة الفاعلة في مواجهة دعوات المقاطعة ، وكذلك لمواجهة حالة إحباط ليست قليلة ، وكان الشعار المرفوع ” بصوتك تقدر) عنواناً بارزاً أسهم تسويقه في تحقيق نجاح الانتخابات وتجاوز دعوات المقاطعة ؛ لايصح – بحسب نظري المتواضع – أن يُنسى ذلك الشعار ويجري التراجع عنه أمام كل تلك الأفواج التي استجابت لنداء الوطن وتدافعت منذ ساعات الصباح الأولى على مقار الاقتراع للمشاركة في رحلة البحث عن مكاسب وتحقيقها خاصة مايتعلق برفع مستوياتهم المعيشية وتمكينهم التغلّب على مصاعبها.

ومهما قيل للمواطنين عن أزمة انهيار أسعار النفط وزيادة عجز الميزانية وما إلى ذلك من عناصر أزمة اقتصادية خانقة ؛ فإنه لن يستطيع تفهمها والاقتناع بظروفها طالما أنه يرى أحوال تبذير وهدر وبذخ وإسراف هنا وهناك يعتقد جازماً بأن الأولى استخدامها في تحسين سويّة معيشته .

سانحة :

لاتزال أصداء المداخلة الرائعة لابن المحرق ، النائب إبراهيم الحمادي التي ألقاها في جلسة الثلاثاء الماضي عن أسواقنا الشعبية ، وبالذات سوق المحرق ؛ كبيرة ، ويتناقلها المحرقيون بكل حسرة وألم على حال سوقهم وعموم المنطقة المحيطة به ، التي كانت في يوم من الأيام ملفى الناس ومركزهم . شكراً لأبي عبدالرحمن . وكلنا أمل أن يجري إنقاذ ماتبقى من سوق المحرق وتحقيق وعود السنوات السابقة بشأنه وبشأن حواليه من تراثنا وعبْق ماضينا الجميل.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s