ولد الفونسو البوكيرك في العام ١٤٥٣ في لشبونة عاصمة البرتغال، ونشأ ودرس في البلاط الملكي حتى تهيأت له إحدى الوظائف الهامة في قصر ملك البرتغال الفونسو الخامس الذي شاركه في الحملة التي قادها لغزو طنجة بالمغرب . وحينما أصبح ابن الملك جواو الثاني ملكا للبرتغال مسك البوكيرك البحرية البرتغالية وأصبح أشهر قادتهم ، وارتبط اسمه مع ” فاسكو دي جاما ” و “روي جوميز ” الذين جرى – لأسباب تتعلق بطمس حقائق التاريخ وتجهيل الأمة – تدريسنا أن هؤلاء أبطال الكشوفات الجغرافية في العالم بينما حقيقة الأمر أنهم كانوا قادة حملات صليبية استهدفت نشر النصرانية ومحاربة المسلمين ونهب مواردهم والاستيلاء على ثرواتهم ومقدراتهم . وخاضوا لأجل حربهم القذرة حروبا في ديار العروبة والإسلام ارتكبوا خلالها مجازر يندى لها الجبين .
من أراد أن يعرف حقيقة السياسات وحركة التحالفات الغربية والأمريكية هذه الأيام ؛ فما عليه إلا أن يبحث ويدرس تاريخ الاستعمار البرتغالي في المنطقة ، ليصل إلى حقيقة أن الأجندة واحدة لم تتغير حتى وإن تبدلت أدواتها وأسماءها . وذلك مبحث آخر ينبغي تصحيح المناهج ونشر المعلومات والوثائق المبينة لحقيقة تلك الحقبة السوداء في تاريخ الأمة العربية والإسلامية.
الفونسو البوكيرك الملقب بشيطان البرتغال الأكبر وأحد أهم رموزهم في محاربة المسلمين والفتك بهم كانت له رسالة شهيرة ، مثبتة في سجلات الخزي والعار ، تفضح تحالف الصفويين مع البرتغاليين ، وتكشف حقيقة إمكان تعاونهم مع ألد أعداء الإسلام في سبيل نشر نفوذهم وبسط سيطرتهم ، حيث العمى الذهبي قد أباح لهم التعاون والتحالف مع التآمر الصليبي ، وما أشبه الليلة بالبارحة .
فبعد الهزيمة التي لحقت بالصفويين على يد العثمانيين في معركة جالديران سنة 1514م أرسل القائد البرتغالي الفونسو البوكيرك برسالة للشاه إسماعيل الصفوي يقول فيها : “إني أقدر لك احترامك للمسيحيين في بلادك، وأعرض عليك الأسطول والجند والأسلحة لاستخدامها ضد قلاع الترك في الهند، وإذا أردت أن تنقض على بلاد العرب أو أن تهاجم مكة فستجدني بجانبك في البحر الأحمر أمام جدة أو في عدن أو في البحرين أو في القطيف أو في البصرة، وسيجدني الشاه بجانبه على امتداد الساحل الفارسي وسأنفذ له كل ما يريد”.
سانحة :
من حجّ أو اعتمر أو زار المدينة المنورة ، ورأى بأم عينيه حجم الإمكانيات وضخامة المنشآت والطرق والتوسعات المتلاحقة للحرمين الشريفين واطلع على سائر المرافق والخدمات المتوفرة ، ولمس مقدار الجهود المبذولة ، والقدرات والطاقات المسخرة لخدمة الحجاج والمعتمرين ؛ سيكتشف بلا مبالغة أن المملكة العربية السعودية قد وجهت كل مالديها للقيام بهذا التشريف ، تطوير بلاتوقف ، وميزانيات بلا أسقف ، وبذل بلا حدود . وبالتالي مجرد التفكير في نقل إدارة هذه الأماكن المقدسة لغير السعودية هو ضرب من الضحك على الذقون ، ونوع من المكر والاصطياد في الماء العكر لتحقيق أغراض أخرى لاعلاقة لها برعاية الحجاج وحفظ أمنهم وسلامتهم ..