ليست هي الحادثة الأولى ، ولا أتوقع أن تكون الأخيرة طالما أنها في نهاية الأمر ستكون مجرّد مغامرة مأمونة العواقب ، تُختتم بسلام عند التمكن من القبض عليهم والاكتفاء بترحيلهم على طريقة حللتم أهلاً ورحلتم سهلاً ، من دون تجريمهم على مخالفتهم حتى لو كانت هذه المخالفة تتعلق بحق سيادي قاموا بانتهاكه . هكذا – بالضبط – ماانتهت إليه حادثة القبض على الأمريكية (آن تيريز داي) ورفقائها الثلاثة متورطين ومتلبسين في أعمال فوضى وتخريب ومساس بأمن الوطن في منطقة سترة حيث غادروا البلاد بعد التحقيق معهم متوجهين إلى موطنهم الذي غالب الظن سيجري إبرازهم كأبطال وسيحررون تقارير و( قراطيس ) حقوقية تتكلم – كما عادتهم -بمايسيء للبحرين .
ومثلما قلنا ، فهي ليست الحادثة الأولى من نوعها ؛ ففي منتصف شهر يوليو 2012 تم الإعلان عن القبض على السيدة (جين مارلو) بعدما اكتشفت السلطات أنها مخرجة سينمائية أمريكية وعضو في حركة التضامن الدولية تقوم بتصوير فيلم وثائقي في البحرين من دون أي إذن مسبق بذلك من السلطات المختصة . وأنها جاءت البلد عن طريق تزوير طلب الحصول على تأشيرة الدخول ، حيث أعطت السلطة المختصة أسماء وعناوين ملفقة أو وهمية وأن سبب زيارتها للبحرين هو أنها جاءت لمساعدة أحد الأصدقاء الذي رزق بمولود جديد مؤخراً !
ورغم اكتشاف السلطات لأمرها ومخالفاتها وتزويرها وتجاوزها على القوانين والأنظمة المرعية في البلاد ؛ لم يتمخض عن هذا الاكتشاف شيئاً سوى ترحيلها من البلاد !
وفي ذات العام 2012 ، بالضبط في شهر فبراير منه ؛ قبضت السلطات على ستة أمريكيين ، هم : (وهم : كيت رفائيل وكريستن رزاوسكي وباتريسيا ويلند ومايكل لوبيركيو وبراين تيريل وليندا سارتور ) أثناء مشاركتهم في مسيرة غير مرخصة ، وكانوا يلبسون أقنعة ضد الغاز المسيل للدموع ويرفعون شارات النصر ، وكشفت السلطات أنهم دخلوا البحرين بتاشيرات سياحية ، ثم انتهى أمرهم – أيضاً – بالترحيل !!
هذه ليست كل الحوادث المماثلة حيث أعتقد أنه يوجد غيرها مما نشكر إزاء اكتشافها والقبض عليها أجهزتنا الأمنية ونقدّر عالياً دورها ؛ لكننا نتساءل : لماذا لايأخذ القانون مجراه تجاههم ؟! ولماذا لاتجري محاكمتهم على مخالفاتهم وتجاوزاتهم ومعاقبتهم ، والقيام بـ ( استضافتهم ) في السجون لشهور أو أسابيع أو حتى بضعة أيام أو على الأقل تغريمهم ؟! أم أن هذه فئة من البشر(vip)لا ينطبق عليهم ماينطبق على بقية خلق الله ، فيُتركون يسرحون ويمرحون في بلداننا ، يرتكبون ما شاء لهم من أعمال ضد السيادة ، وينتهكون القانون والإجراءات ، ثم يُخرجون ويُرحلون سلام سلام ؟!
أدعوكم لتصوّر لو أن بحرينياً أو عربياً قد خدع السلطات الأمريكية في أسباب استخراج تأشيرته وزوّر معلوماتها ، والكل يعرف مدى صعوبة و( مرمطة ) الحصول على تأشيرات دخول أمريكا . واكتشفت السلطات هناك الأمر بعد دخوله في أراضيها ، بل وقبضت عليه متلبساً في أعمال مناهضة ومعادية للولايات المتحدة الأمريكية . غالب الظن أنه سيجري تغييبه – وليس ترحيله – وراء الشمس بين أسوار وقضبان سجون غوانتنامو لسنوات وعقود ، بلا محاكمات ، ولا حقوق إنسان ، ولاهم يحزنون.
سانحة :
يجب التشديد وتكثيف الرقابة على مختلف أنواع تأشيرات الدخول خاصة التأشيرات السياحية التي صارت منفذاً للخراب السياحي من عاهرات ومومسات يدخلون من خلال هذا النوع من التأشيرات ، يتكسبون من الدعارة والرذيلة والإساءة إلى سمعة البحرين بصورة لايختلفون فيها مع هؤلاء الأجانب والغرباء الذين يدخلون بواسطة هذه التأشيرات لممارسة العهر السياسي ، ويجري اكتشاف أمرهم والقبض عليهم ثم فقط يُرحلون .
جمال جاسم زويد 