راصد

حملة التنفيس المسعورة

لا أستبعد أن البعض قد قام بعمل احتفالية أو على – الأقل – قطع ( كعكة ) احتفاء بالتوجيهات التي صدرت الأسبوع الماضي عن وزارة الداخلية ، المتعلقة بالمشاركة في القتال الجاري على الأراضي السورية ، وفرحاً أو – ربما – شماتة في من يكرههم أو من أغاضه طوال الفترة الماضية فعلهم وتحركهم لنصرة الشعب السوري ضد النظام الديكتاتوري الذي أباد عشرات الآلاف وشرّد أضعافهم إلى الدول المجاورة في محنة إنسانية باتت تُسمى بأنها كارثة العصر .

الاحتفالية تلك ظهرت على شكل كتابات ومقالات أشبه ما تكون بالحملة المسعورة لتوجيه اتهامات والتحريض على تيارات إسلامية بعينها كان لها دور فاعل ، بل ومشرّف للبحرين ، حكومة وشعباً في تقديم واجب النصرة لإخوانهم من أبناء الشعب السوري الذين يتعرضون للذبح والتشريد في حرب طائفية بغيضة وقف العالم بأجمعه مشدوهاً بفظاعتها وحجم الخسائر البشرية التي خلّفتها في أوساط الرجال والنساء والأطفال ، استخدمت خلالها صنوف شتى من الأسلحة بما فيها المحرّمة دولياً ، ونتج عن كل ذلك مأساة تتفطر لها القلوب المتحجرة ، وتبقى سبّة في جبين هذا العالم المتخاذل.

خلال تلك الكارثة الإنسانية الفظيعة ؛ تكاتف الشعب البحريني مع إخوانهم في سوريا ، وقدّموا لهم مختلف أنواع العون المادي والخيري ، وكانت جمعياتنا الإسلامية من أكثر الوسائل والأدوات التي أعطاها أهل الخير والإحسان ثقتهم لتوصيل تبرعاتهم ومساعداتهم في عمل يرفع الرؤوس ويشرّف الأسوياء من الناس ، ويعلي من شأن البحرين في محافل الخير والعطاء ونصرة المظلومين وتلبية استغاثة المكلومين . وذلك في الوقت الذي لايمكن إغفال أن آخرين كانوا حينذاك مغتاظين و( حمقانين ) من أحاسيس ومساعدات أهل البحرين لهذا الشعب الشقيق ، ويتمنون إيقاف هذا الدعم البحريني وكذلك الخليجي في عمومه ، لالشيء سوى الانتصار للنزعة الطائفية والاصطفاف إلى جانب الجزار وأعوانه .

الحملة المسعورة التي أقصدها استغلّت حدثاً أو حدثين معينين فاختصرت وقوف البحرينيين مع الشعب السوري فيما أرادت تشويهه وإلباسه قسراً صفة ( الإرهاب ) الذي هو الآن المصطلح الشائع الاستعمال ، أو ( الفزّاعة ) التي باسمها أو بسببها تتغير المواقف وتُخلط الأوراق حتى لو جاءت على حساب الإنسانية وقيم الرحمة والرأفة .

يحتاج الكلام عن الإرهاب الحقيقي أشياء كثيرة اعتاد أصحاب مثل هذه الحملة المسعورة السكوت أو ( التغافل ) عنها ، لعلّ أهمها المقاتلين الذين يشاركون النظام السوري في عمليات الذبح والفتك ويذهبون هناك بدوافعهم الطائفية للتدريب والمشاركة في الحرب من دون أن يتكلم عنهم أحد ، وقد تناقلت وسائل الإعلام في الصيف الماضي خبر تشييع جثامين عدد من البحرينيين في النجف سقطوا في معارك سوريا ، كان من الأولى على هؤلاء الآخرين الحريصين على تلبيس تياراتنا الإسلامية تهمة دعم الإرهابيين ؛ الإشارة إلى أولئك المقاتلين ، على الأقل من باب المعاملة بالمثل ! ونتمنى أن يكون الفهم لتوجيهات وزارة الداخلية بشأن القتال في سوريا شاملاً لهؤلاء المقاتلين الذين أغفلتهم أو ( تناستهم ) تلك الحملة المسعورة.

سانحة :

قال نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي : ” أن المعركة بين أنصار الحسين ويزيد لم تنته بعد ، وأن فصولها مازالت حتى الآن ، وأكبر دليل مايحصل في العراق وسوريا ” .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s