هي مواقف السيارات المقابلة لمنطقة سوق باب البحرين في المنامة ، سُميت أو اشتهرت بهذا الاسم لقربها من فندق الريجنسي . لا أعرف بالضبط تاريخ إنشاؤها لكن المؤكد عندي أنه منذ أن تم استخدامها – قد يكون ذلك قبل حوالي عشرين عاماً – لانعرف من موظفين أو محصّلين رسومها غير شباب بحرينيين من ذوي الاحتياجات الخاصة ارتأت الجهة القائمة على إدارة هذا المرفق الخدمي أن تساعد هذه الفئة العزيزة بتوفير وظائف تناسبهم وتحفظ كرامتهم وتمنع عنهم العوز والحاجة .

وقد سلّمت الدولة المؤسسة الوطنية لخدمات المعوقين مسؤولية إدارة هذه المواقف بحيث أن المداخيل التي تتحصلها يُستخدم ريعها في مشروعات تخدم المعاقين وتنظم لهم انشطة وفعاليات بالإضافة إلى توفير فرص عمل لهم بصورة تنمّ عن توجّه حميد في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة والإعلاء من شأنهم باعتبار أنهم مواطنين شأنهم كما الآخرين في الرعاية والاهتمام ومنها توفير أعمال لهم .

غير أنه منذ حوالي عام أو أكثر ، ولأسباب نجهلها تم نقل مسؤولية هذه المواقف إلى شركة البحرين للاستثمار العقاري”إدامة” وكانت أول خطوة لهذا النقل هو (فجع) هؤلاء في أرزاقهم والتلويح بتسريحهم ، حينذاك تعالت احتجاجات أهلية ونيابية تستنكر هذا الإجراء وترفض المساس بأرزاق هؤلاء الذين يعانون من ظروف إنسانية تستدعي منّا دعمهم والوقوف بجانبهم بدلاً من تسريحهم وفصلهم من وظائف كانت تحميهم – نوعاً ما – من أن يكونوا عالة على مجتمعهم .

في الواقع ؛ لا أدري مصير هذه التحفظات والمناشدات التي انطلقت من مؤسسات المجتمع المدني لكنني يوم السبت الماضي استخدمت هذه المواقف ، مواقف الريجنسي لأتفاجأ عند تحصيل الرسم أثناء خروج السيارة بأن من يقوم بتحصيلها قد تبدّل ، لم يعد ذاك الشاب البحريني المعاق من الذين كنّا نراهم في السابق ونتعاطف معهم في كثير من الأحيان ونعطيهم أكثر من الرسم المطلوب .

ولم يكن محصّل الرسوم الذي رأيته شاب بحريني عادي – غير معوّق – من ضمن عشرات أو مئات ممن يمكن أن يشغلوا هذه الوظيفة ، وظيفة محصّل رسوم موقف سيارات ! إنما كان هذا المحصل من جنسية آسيوية لا أجد أي مبرر لهذه الشركة البحرينية أن تستقطبه وتسرّح لأجله معاقين بحرينيين وتحلّه مكان غيره من كثرة من البحرينيين ينتظرون أدوارهم للحصول على فرصة عمل .

سانحة :

مع كامل الاحترام والتقدير للجميع ؛ يبقى السؤال : لماذا لايكونون بحرينيين ؟ خاصة تلك المواقع التي من المفترض بداهة ومنطقاً ألاّ يشغلها سواهم .